الجمعة، 9 مارس 2012

الدنيا والزمان ...

الدنيا والزمان والدهر والأيام تكاد تكون في الشعر على وجه واحد وهو الوقت طال أو قصر
وقد وردت في الشعر كثيراً و تفنن الشعراء في ذكرها إلا أن الغالب فيها الشكوى والتوجع أو التحذير منها والتوجس
وكلمة زمان اسم لقليل الوقت وكثيرة وجمعه أزمان و أزمن وهو يدل على وقت من الوقت
وكنت امرأ زمناً  بالعراق   …   عفيف المناخ طويل التغن

والدهر جمعه دهور يعني الغلبة و القهر لأنه يأتي على كل شيء ويغلبه وهو الأمد الممدود والزمن الطويل وقيل أنه الألف سنه
وسلبتنا ما لست تعقبنا    …   يا دهر ما أنصفت في الحكم

وما سميت الدنيا بهذا إلا لدنوها ودنيا الأنسان حياته
أبدأ في الحكمة التي تقول
إذا اخصب الزمان جاء الغاوي والهاوي
الغاوي هو الجراد  و الهاوي الذئب
ويقال
من أمن الزمان خانه  , ومن تعظم عليه أهانه

ومن الشعر قولهم
ومن يصحب الدنيا يكن مثل قابض    …   على الماء خانته فروج الأصابع

ويقول علي ابن أبي طالب
تحرز من الدنيا فإن فناءها    …   محل فناء لا محل  بقاء
فصفوتها ممزوجة بكدورة   …  وراحتها مقــرونة بعناء

وللمتنبي
أفاضل  الناس  أغراض  لذا الزمن    …   يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
وله أيضا
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت   …   على عينه حتى يرى صدقها كذا
وله أيضا
ومن تفكر في الدنيا ومهجته    …   أقامه الفكر بين العجز والتعب

وقال أبي فراس الحمداني
الدهر يومان ذا ثبت وذا زلل   …  والعيش طعمان ذا صب وذا عسل
كذا الزمان فما في نعمة بطر  …  للعارفين ولا في نقمة ٍ فشل

ولحسان بن ثابت
كل عيش ونعيم زائل   …  وبنات الدهر يلعبن بكل

ويقول جميل بثينة
ونغص دهر الشيب عيشي
 ولم يكن … ينغصه إذ كنت والرأس أسود
نخص زمان الشيب بالذم وحده  …  وأي زمان يـــــــــا يثينة يحمد

والشافعي يقول
كن سائرا في ذا الزمان بسيره  …  وعن الورى كن راهبا في  ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله  …  واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا  … أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره   …   وتركت أعلاهم لقلة خيره

ولأبي فراس الحمداني
لن للــــزمان وإن صعب  …  إذا تباعد فاقتـــــــــــــــرب
لا تكذبن من غالــــب الـ    …  أيام كان لها الغلــــــب

وحاتم الطائي يقول في الدهر
كسينا صروف الدهر لينا وغلظة   …   وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر

ولابن الرومي
إنما هــــــذه الحياة غرور   …   وشقاء   للمعشر  الأشقيـــــاء
نحن فيها ركب نؤم بلادا   …  فكأن قد ألنا إلــــــى الانتهاء
وله أيضا
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت    …   له عن عدو في ثياب صديق
وله في الدهر
رأيت الدهر يرفع كل وغد    …  ويخفض كل ذي شيم شريفة
كمثل البحر يغرق فيه حي    …   ولا ينفعك تطفو فيه جيفه

ويقول الأرجاني
لا تكثرن من الزمان تعجبا   …  ليس العجيب من الزمان عجيب

ولعلي ابن أبي طالب
إنما  الــدنيا   فـــنـــاء      …    لــيــس   للــدنــيــا   ثبوت
إنما   الدنيا   كبــــــــيت   …   نسجتـــــــــه العنكبوت
ولقد   يكفيك   منهـــــا    …    أيهـــا   العاقــل   قوت

ويقول آخر
فيوم   علينا  ويوم   لنا    …   ويوم   نساء   ويوم نسر

ويقول
دقات قلب المرء قئلة له    …   إن الحياة  دقائق وثوان

ولمحمد الوطواط
وتروح لنا الدنيا بغير الذي غدت   …   وتحدث من بعد الامور أمور
وتجري الليالي  باجتماع وفرقة   …  وتطلع فيها أنجم وتغـــور
فمن ظن أن الدهر باق سروره   …    فقد ظن عجزا لا يدوم سرور

وللمتنبي
ومن  لم  يعشق   الدنيا  قديما  .؟    …      ولكن   لا  سبيل   إلى   الوصال
وما  سمحت   لنا  الدنيا   بشيء    …  سوى   تعليل  نفس   بالمحال

وقال أبو الحسن التهامي
فالدهر يخدع بالمنى  ويغص إن   …   هنا  ويهدم  ما بنى  ببوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما    …   خلق الزمان عداوة الأحرار

ولآخر
كل من في الكون يشكو دهره     …   ليت شعري هذه الدنيا لمن

وأبو العلاء المعري يقول
فيا موت زر إن الحياة  ذميمة    …  و يا نفس جدي إن دهرك هازل

ولطرفة بن العبد
أرى العيش كنزا ناقصا كل ليلة   …   وما تنقص الأيام والدهر ينفد

ويقول أحمد شوقي
هكذا الدهر  حالة ثم ضد    …  ما لحال مع الزمان بقاء

وللمتنبي
أريد من زمني ذا أن يبلغني    …   ما ليس يبلغه من نفسه الزمن
لا تلق دهرك  إلا غير مكترث   ..   ما دام يصحب في روحك البدن
فما يديم سرور ما سررت به   …   ولا يرد عليك الفائت الحزن

ويقول آخر
أيامنا لم تزل بالوهم تخدعنا   ….   قبر مـــن الخوف يطوينا فنحتمل
لا تسأليني لماذا الحزن ضيعنا ؟ … ولتسألي الحزن هل ضاقت به السبل؟
ما زال للحب بيت في ضمائرنا   …. مــــا اجمل النار تخبو ثم تشتعل

ولأبي فراس الحمداني
تطول بك الأيام وهي قصيرة  …  وفي كل دهر لا يسرك طول

وللمتنبي أيضا
إذا ما الدهر جر على اناس   …   نــوائبه   أنــاخ   بآخرينا
فقل   للشامتين  بنا  افيقوا    …  سيلقى  الشامتون  كما  لقينا

والبستي يقول
زيادة المرء في دنياه نقصان   ….  وربحه غير محض الخير خسران
يا عامرا لخراب الدار مجتهداً …  بالله هل لخراب الدهر عمران ؟

ويقول آخر
لا تحسبن سرورا دائما أبدا  ….  من سرره زمن سائته أزمان

وللمتنبي قوله
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا    …   وعناهم مــن شأنه ما عنانا
وتولوا   بغصةٍ  كلهم   منه   …      وإن  سر  بعضهم   أحيانا

ويقول
من لم تفده صروف الدهر تجربة  …   في ما يحاول فل يرعى مع الهمل

وللمتنبي
كذا قضت الأيام ما بين أهلها   …  مصائب قوم عند قوم فوائد
وله أيضا
إذا ما لبست الدهر مستمتعا به    …    تحرقت  والملبوس  لم  يتحرق

ويقول طرفة
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا   …   ويأتيك بالأخبار من لم تزود

ومن الشعر الشعبي
الأيام حبلى والامور عوان     …    فهل ترى  ما لا يكون وكان
لاتامن الدني ا ولو زان وجه   …   ترى رميها  للعامين حفان

ويقول القاضي من الشعبي
اجل عنك ما الدنيا بيلحق  لها تالي    …   غرور” ن” ترد  الحزب الأول على التالي
قبوله دبور لو  لحي “ن”  تزخرفت    …    فهو مثل حلم الليل يصبح وهو خالي
لو دامت الدنيا نعيمه لغيرك   …   فلا يتصل لك به ولا   ربع  مثقالي
لا تكره ان شفت الليالي تغيرت     …     ولا تفرح إن شفت السعاده و الإقبالي

ومن أشهر ما قيل في هذا الباب
نعيب الزمان والعيب فينا    …   وما للزمان عيب سوانا
ونجهوا ذالزمان بغير ذنب   …   ولو نطق الزمان لنا هجانا
فدنيانا التصنع والترائي   …    ونحن نخدع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب   …   ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لبسنا للخداع مسوك ظأن   …   فويل للمغير إذا أتانا