السبت، 4 يونيو 2011

أسمنت الجنوبية .. أزمة مفتعلة أم حقيقية ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم


أصبح كيس الاسمنت عملة نادرة ، وبات الحصول على عشرة أكياس أسمنت
"خامس المستحيلات" إلى جانب ( الغول والعنقا والمسؤول النزيه ) ؟!!
ما يُقال عن الذهب في هذه الأيام ينسحب على "كيس" الأسمنت ، وما يوصف به هيئة "حماية المستهلك" من أنها الشيء الذي ( نسمع به ولا نراه ) ينطبق هذه الأيام على كذلك على الأسمنت ، وأما هيئة مكافحة الفساد فلازالت كالأجنة في رحم الإنشاء ونخشى أن نُبشر بمولود "ميت" ؟!


نعيش بفضل الله عزوجل في نعمة عظيمة في أرض الحرمين الشريفين تحت ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وقد أغدق على أبناء شعبه بالخيرات الكثيرة ، وللأسف الشديد أن هناك أناس غطى الطمع على أعينهم وأعماها فحبهم للنفس والذات طغى على مصلحة العامة ووصل جشع بعض التجار وضعاف النفوس إلى إحداث أزمة في الاسمنت على الرغم من تصريحات مسؤولين في مصنع إسمنت الجنوب أن إنتاج المصنع هو نفسه .
وهذا يدل بوضوح أن هناك أيد خفية وراء هذه الازمة .

حيث تحدث أحد المواطنين قائلاً : لكي أحصل على 15 كيس يجب عليّ إيقاف سيارتي من العصر في الصف حتى صباح اليوم الثاني ليبدأ الصرف الساعة السابعة صباحاً وينتهي حوالي العاشرة والنصف .


وهذا الاصطفاف يأتي من تلقاء المواطنين أنفسهم في غياب المحافظة والتجارة والشرطة عن هذا الحدث .
وقد كلف مصنع الاسمنت أحد موظفيه الذي يدعي تكليفه من المحافظة في حال نفى أحد منسوبي المحافظة ذلك قائلاً :
وصلنا تعميم من إمارة المنطقة في يوم الأحد 26 / 6 / 1432 هـ يدعو إلى تشكيل لجنة من محافظة المسارحة ووزارة التجارة للوقوف على بيع الاسمنت ووصوله للمستهلك بنفس السعر وبكل يسر وسهوله ولكن لم يتم تكليف أحد من المحافظة بذلك إلى وقت تحرير هذا الموضوع .

وعند بداية الصرف في الفترة الصباحية التي لاتتجاوز ثلاث ساعات ونصف يومياً يكون الحال كما توضحه الصورة

انتظار لساعات للحصول على كمية لا تكفي .

وتحدث المواطن يحيى عبيد قائلاً : كان في بداية الأزمة يصرف للشخص 50 كيس ثم تقلصت الكمية إلى 40 كيس حتى وصلت 15 كيس فكيف لي أن أكمل تلييس منزلي بهذه الكمية البسيطة .

وهذا العمل أدى إلى فتح سوق سوداء من قبل أصحاب القلابات الذين يستغلون حاجة المواطنين للأسمنت فيتم التحميل لهم بمبالغ خيالية تجاوز 200 ريال للمشوار وبحسبة بسيطة تجد أن سعر الكيس يصل 19 ريال في حالة الحصول على 40 كيس .

وتحدث مواطن آخر قائلاً : كيف لي أن أنتظر لمدة تتجاوز نصف يوم إذا كنت أريد كيسين أو ثلاثة فالأفضل أن أشتري من خارج الصف حتى لو زادت القيمة


صورة توضح السوق السوداء والتي تبعد حوالي 300 م فقط عن موقع الشاحنات

وقد وضع مصنع الأسمنت على المدخل لوحة كتب فيها أن أي مواطن يرغب في الحصول على 100 كيس أسمنت عليه التوجه بتسجيل اسمه وسداد المبلغ في حساب المصنع وسيحصل على ما يريد في اليوم التالي للتسجيل وهذا ما أكده مدير المصنع .
فلماذا توقف أصحاب القلابات عن التسجيل وأكتفوا بتحميل الشاحنات فقط ؟

صور إضافية توضح الزحام الحاصل صباح كل يوم












وهنا السوق السوداء ( 20 ريال للكيس )
والبيع على عينك يا تاجر أمام مبنى الشرطة مباشرة













تفاوض للظفر بالغنيمة

حتى لو فرضنا جدلا أن هناك "أزمة" فعلية بسبب كثرة الطلب ، نظير طفرة المشاريع الإسكانية والمدن الصناعية ـ يبقى السؤال ويتداعى لما لا نهاية له ....

ـ حتى متى نجد من يتاجر بأزماتنا ويتكسب ، ليوسع رقعة المعاناة على المواطن المسكين وتشتد ، دون حراك من الجهات المسئولة ذات العلاقة للتخفيف من الأزمات
لا مضاعفتها ؟!!

ـ لماذا لم تبادر الجهات المعنية بإنفاذ التوجيهات الصارمة من سمو أمير المنطقة بالشخوص على أرض الواقع وحل المشكلة وردع المتسببين ؟؟!

تظل هذه الأسئلة وأكثر عالقة إلى أن تجد من يجيب عليها !!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق