الاثنين، 7 نوفمبر 2011

بلغني أيها الملك السعيد



بسم الله الرحمن الرحيم 
بلغني أيها الملك السعيد



الليلة الأولى- بلغني أيها الملك السعيد .. أن ليلى ماتت مظلومةٌ مكلومة بعد أن قص ظهرها شعرةٌ لم تهتز من رأس زوجها .. و حجابٌ لم يُرفع من سِلك القضاء في بلدنا, حيثُ أقرّ بأنها هي التي تعيش ناقصة عقل بعد أن كَتب الله لها أن تكون شهادة امرأتين في المحكمة عن رجلٍ واحد .. يُشعرونها بالإهانة ثم يقولون هذا ما كتبه الله لكِ..  لظروف الشهادة في المحكمة أمور مختلفة تماماً عن ما يحصل في الحياة الطبيعية وهذا ما يجهله الكثير منا .. كتب الله للمرأة في الإسلام العفة و العزة بكل ما يرضي فطرتها .. أما التقليل من شأنها لم ينزل الله بهِ من سلطان ..

الليلة الثانية- بلغني أيها الملك السعيد .. أن للشباب عنوة في تكوين أسرة صغيره تحويهم بعد أن ضاقت بهم دروبٍ كانوا يسلكوها و تسلكهم .. بلغني أن مُتوَسط ريعان الشباب في بلدي بلغ سن الأربعين بينما لا يزال ذوي أواخر العشرينات و الثلاثيات في طور النمو الوظيفي و المالي و هم يرقدون على آبار الذهب الأسود .. و سكتت دلال عن الكلام المباح بعد أن أدركها النهار
..

الليلة الثالثة- بلغني أيها الملك السعيد .. أن الشوارع في بلدي خيرُ دليلٍ على تكبير مخابئ بعض المسئولين .. من يشترون “عيون القطط” التي يطير لونها بعد شهرين من تثبيتها بمبلغ و قدره لأنها تملك قيمه أغلى من قيمة الطلاء العادي المخصص للشوارع .. لذلك أصبحت شوارعنا بنوك قديمه مُرقعّة يفرُمها الفقير بقدمه ذهاباً و مجيئاً وهو لا يَملك قوتَ يومه.. و سكتت دلال عن الكلام المباح

الليلة الرابعة- بلغني أيها الملك السعيد.. أن الرئيس في الدائرة الحُكومية يُقحم موظفهُ المتفوق عليه فكرياً حتى لا يُذاع له صيتاً أفضل من صيته ! و ذلك يحصُل لأن أغلب مسئولينا يَحصلون على مناصبهم بلا أي أدنى شهادات أو وثائق تُخولهم لاستحقاق هذه المناصب سِوى (واسطة) جلبها له الحظ في كونه مدير “الفجأة” مع سبق الإصرار و الترصّد بذلك ..

الليلة الخامسة- بلغني أيها الملك السعيد .. أن هناك خلل في مدينةٍ تغرَقُ طفحاً بـ مياه الأمطار بينما تنقطع عن الأحياء السكنية بمده 14 يوم سنوياً ! .. كما بلغني أن مسابقات شعرية تُقام بملايين الدراهم الذهبية بينما يرقد جزء كبير من المجتمع تحت سقفٍ متهالك يَنقصهُ ألف درهم لـِ شدّ أزره ..

سكتت دلال عن الكلام المباح بعد أن أدركها النهار ! و أنهت خمس حكايات من حكايات ألف ليله و ليله إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق