الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

مســائـل وطنيــة: وقفات بين يـدي الأمير محمــد بن نـايف


صاحب السـمو الملكي الأميــر محمد بن نــايف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد،
أضع بين يديكم بعض الوقفــات، التي أرى أنها قد ترتقي لخطة عمل، تساعد في تجاوز عقبات المرحلة القادمة.
إن إدارة أي (أزمة) بنجاح، يحتاج إلى وجود (رؤية) تعمل كالبوصلة في رسم المسار، وتحديد الوجهة والغاية. الرؤية هنا، هي ما يمكن إعتباره (المنتج النهائي) الذي نسعى لتحقيقه، على مستوى حياتنا الشخصية، أو حين نمارس عملا مؤسساتيا، من خلال خطط محددة، قابلة للمراجعة والتصويب، وباستخدام أساليب متنوعة.
يمكن اعتبار تحقيق (أمن مستدام) للوطن والمجتمع، دون اللجوء للوسائل التقليدية، وهي القوة الأمنية الضاربة.. هي الرؤية التي يجب أن تسعى الدولة لصياغتها وتحقيقها.
إضافة إلى ذلك، وجود الرؤية مهم في استشراف المستقبل، وصياغة وترشيد آليات العمل، من أجل تحقيق المهمة. أيضاً، هنـاك أمر آخر بنفس الأهمية، وهو وجود (فريق العمل)، الذي سيتولى التنفيذ، ويترجم الرؤية إلى عمل، فيكون مؤمنا بالرؤية، وحريصا على تحقيق الرسالة وإنجاز المهمة، وقادرا على التكيف مع تغير الوسائل في كل مرحلة، حسب تغير الظروف. إضافة إلى تمتعه بروح إبداعية.
من هنا.. ومن أجل ضمان نجاح خطة العمل،  نضع في اعتبارنا (3) مسائل مهمة:
1ـ الرؤية: وتعني صياغة سياسات، وإعداد دراسات تركز على تحقيق أمن مستدام، بغير الطرق التقليدية. هـذا لايعني بحال من الأحوال، استبعاد القوة الأمنية، لكن بالعمل أولاً على توظيف أكفأ، واستخدام أمثل..(للقوة الناعمة)، والحد من استخدام القوة الأمنية التقليدية، إلا في حال الضرورة. القوة الناعمة لها أوجه كثيرة، بعضها سياسي، وبعضها اجتماعي، وبعضها اقتصادي، ويمكن التفصيل عنها، بحسب كل قضية.
2ـ الرسالة والمهمة: وتعني تحقيق الأمن والإستقرار والتنمية وضمان الوحدة الوطنية، وتمثل غاية المنتج النهائي، لجميع السياسات والدراسات والخطط، التي تسعى لتحقيق ركائز أربع: أمن الوطن، واستقراره، وتنميته.. ووحدته.
3ـ فريق العمل: تكوين فريق عمل يؤمن بالرؤية الجديدة، وبتنفيذ المهمة، وفقا لهذه الرؤية. هذا يعني التخلص من رؤية (الحرس القديم) التقليدية، واختيار عناصر جديدة.. كفؤة وأمينة ومخلصة.
تقوم خطة العمل على تحديد عدد من المحاور، تمثل أهم المخاطر التي تواجه المملكة في السنوات الخمس المقبلة، داخليا وخارجيا. لا تتسع المســاحة هنا، لوضع حلول تفصيلية متكاملة لهذه المخاطر، لأن هذا سوف يكون دور فريق من المتخصصين، من مفكرين، وباحثين، ومن المهتمين بالدراسات الإستراتيجية والإستشرافية، ليبحثوا فيها..لكن تتم قيادتهم وتوجيههم، عبر (مركز متخصص) مرتبط بسمو وزير الداخلية مباشرة.
ترمي هذه (الورقات) لوضع تصور عام، على هيئةمحــاور، يصلح نقطة انطلاق لصياغة رؤية متكاملة للمشروع. التصدي لهذه المخاطر ومواجهتها، لن يكون من اختصاص جهة حكومية واحدة، لكن المركز المقترح، يمكن أن يقدم رؤيته تجاهها، وتوصياته للعمل بها.

المحور الأول: الإصلاح السياسي الداخلي
مع تنامي الوعي السياسي وتصاعد حركة الحقوق، وارتفاع وتيرة المطالبة بالمشاركة الشعبية بين الفئات الشبابية من المواطنين السعوديين، تبرز الحاجة الماسة لعمل استطلاعات حول آليات الإصلاح الداخلي، وفي مقدمتها (المأسسة) التدريجية لمؤسسات الدولة. النمو الطبيعي للمجتمع، بسبب تطور التعليم، وبرامج الإبتعاث، وزيادة التعرض لمصادر المعلومات، ووسائل الإعلام التقليدي والجديد.. إضافة إلى التحولات الضخمة في المنطقة، عقب ما سمي “الربيع العربي”.
هذه العوامل مجتمعة، تحتم تغييرا في أسلوب إدارة الدولة، والاهتمام بالشباب تحديدا.
وهناك حاجة ماسة لتفعيل مجلس الشورى، بتوسعته ليشمل طيفاً أوسع من المواطنين، وبزيادة صلاحياته، وبجعله منتخبا، وليس بالتعيين.
الإنتقال التدريجي نحو مؤسسات للدولة منتخبة، وبصلاحيات أوسع في صنع السياسات الداخلية والخارجية، سوف يسهم في فك الإحتقان والتوتر، ويعزز الوحدة الوطنية، ضد التهديدات الخارجية. كما يمكن من خلال هذه المؤسسات الوطنية، ضبط حرية التعبير وتوجيهها نحو ممارسة ديمقراطية، هدفها المصلحة الوطنية، وليس تأجيج العامة تجاه سياسات الدولة.
هذا التطور في مؤسسات الدولة، بتفعيل اللوائح والأنظمة المتعلقة بإجراءات التحقيق والإدعاء والتقاضي، يجب أن يوازيها تطوير لواقع الإعلام الرسمي، ليكون قناة تفاعل بين المواطن والمسؤول.

المحور الثاني: رصد بؤر التوتر والإحتقان الشعبي
* المعتقلون: هذا الملف، من أهم الملفات التي يجب غلقها..ومعالجة تداعياتها، وذلك بحسم موضوع المعتقلين، وإطلاق من لم يثبت في حقه شيء منهم، وهو أمر يجب أن تكون له أولوية. إضافة إلى أهمية إعادة تأهيل الشباب الذين مكثوا سنوات في المعتقل، ودمجهم في المجتمع، ورد اعتبارهم وتعويضهم. يمثل ملف المعتقلين، بؤرة إحتقان تحتاج معالجة عاجلة وسريعة، تتجاوز فيها الدولة (عقدة) أنها قد تبدو ضعيفة، إذا ما أغلقت الملف.
كما يجب أن تملك الدولة جرأة القرار، بأن تصلح أخطاء عقد من الممارسة الأمنية القاسية، وأن تسعى لتصحيح ذلك ببرامج إعادة تأهيل وتعويض شاملة للمتضررين، وأن تقوم بمراجعة عميقة لمجمل السياسات الأمنية.
* البطالة: أرقام البطالة بين الشباب تتزايد بنسب كبيرة، وتمثل قنبلة موقوته يمكن أن تنفجر عند أي أزمة شعبية. موضوع البطالة له جانبان:إقتصادي وأمني. لا بد للوزارة أن تنشيء خلية عمل مع الوزارات والمؤسسات المعنية والقطاع الخاص، لزيادة فرص العمل للشباب، ودعم قطاع الأعمال الصغيرة.
* الفقر: نسبة الفقر في واحد من أغنى بلاد العالم تتزايد بنسبة مخيفة. الفقر في المملكة ليس حالة فردية، بل تحول إلى ظاهرة تنذر بانفجار، ومسؤولية الوزارة أن تسعى لمعالجته عبر خطط ودراسات مع مؤسسات حكومية وخاصة، تترجم تلك الخطط والدراسات إلى برامج عمل، والإستفادة من تجارب الدول الأخرى. الفقر ليس مشكلة إنسانية فقط، بل أمنية تمتد آثارها إلى مفهوم الولاء والإنتماء للوطن.
* الإسكان: تبرز قضية الإسكان كواحدة من أكثر الأزمات إثارة للسخط الشعبي. لا يعقل أن الأرض السكنية في بلد بمساحة المملكة هي الأغلى في العالم، وأن ما يقرب من 80% من المواطنين البالغين، لايملكون سكنا خاصا.
وأزمة السكن، هي وجه من وجوه الفسـاد، والظلم الإجتماعي، والطبقية المقيتة، واستشراء الفقر، وتأخر الزواج.. وهو ما يعني أسراً غير مستقرة، وزيادة في الإنحراف والجريمة. إضافة لكونها القضية الأولى في تنامي الإحباط والسخط الشعبي.
* القطـاع الصحي: يعاني القطاع الصحي في المملكة ترديا مخيفا، لا تبدو أثاره فقط، في المواعيد التي تمتد في أحيان كثيرة، لأكثر من عام كامل، بل إلى تحول مستشفيات الدولة إلى (مزابل)، حسب الوصف العام. بل إن الخدمات الصحية، تكاد تكون محصورة في المدن فقط. لو أخذنا مدينة الرياض مثالا، فإنه لا يوجد مستشفيات، لها نفس المواصفات..من الرياض إلى الطائف غربا، وهي مسافة طويلة جدا.
بلغة الأرقام، يعني أن 15 مليون مواطن، لايحصلون على الحد الأدنى من الخدمات الصحية. مثل هذا الواقع له أثار خطيرة على الإستقرار الإجتماعي. ناهيك أن المواطنين في المناطق الحدودية الشمالية، يلجأون إلى الأردن لتلقي العلاج، وهو ما يهدد الولاء الوطني.
* الفساد المالي والإداري: وصلت مستويات الفساد في المملكة إلى درجة غير مسبوقة، وأصبح الحديث الشعبي عن حجم الفساد في مشاريع الدولة، وسرقة المال العام، مادة للتندر على الدولة، وإثارة الفقراء  والمعدمين عليها. مشاريع بمليارات الريالات في المملكة، بينما مثيلاتها في الدول المجاورة، بأقل من ربع التكلفة.
واقع مر ومحزن، جعل كثيرين يقارنون أنفسهم بمواطني دول الخليج المجاورة الذين يتمتعون برواتب عالية، ويعيشون رفاهية، ويشهدون فسادا أقل بكثير مما يرونه هنا، في وقت يرزح فيه المواطن تحت أعباء المعيشة والتضخم، مقابل قلة تتضخم ثرواتها من حالة الفساد هذه، على حساب غالبية الشعب. ناهيك عن كثير من المشاريع المتعثرة.

المحور الثالث: السيادة والوحدة الوطنية
* المسألة الشيعية. تتصاعد مشكلة الأقلية الشيعية، في ظل غياب سياسة واضحة لاستيعابهم، دون تقديم تنازلات تضر بالأمن الوطني، وبوحدة المملكة واستقرارها. هناك حاجة لوضع حلول لدمج الطائفة في النسيج الوطني، بتقريب العناصر الوطنية، وتحييد أصحاب الولاءات الخارجية، والعناصر الإنفصالية.
* نزعة الإنفصال. النظر بجدية لتنامي الخطاب الإنفصالي لدى بعض النخب. من المهم تتبع نمو الخطاب ودراسة الأسباب.. ووضع الحلول. من المهم أيضا، السعي لصياغة قانون (يجرم) أي خطاب يهدد الوحدة الوطنية..طائفياً أو مناطقياً. لتعزيز هذا القانون، وإكسابه زخما شعبيا، أرى أن  يعطى المواطن الحق في المقاضاة، لدى الجهات القضائية، أي شخص أو جهة تتبنى خطابا إنفصاليا.
* الأثار الخطيرة للإهمال التنموي على مدن الأطراف. تعاني مناطق الأطراف الحدودية للمملكة، خاصة في الجنوب والشمال، من إهمال تنموي واضح، وهو ما يضعف الإنتماء الوطني، ويجعل من تلك الأجزاء من الوطن الغالي، مناطق رخوة يمكن أن يتسلل منها أي صاحب فتنة أو تخريب، أو داعية إنفصال. من المهم أن تؤسس (وزارة) للتنمية، تهتم تحديدا بهذه المناطق، ويتم مراقبة أدائها بحزم وبشكل دوري.

 المحور الرابع: المهددات الإقليمية
* التمدد الإيراني وتهديد الأمن الوطني للمملكة: لقد أصبحت إيران خطراً ناجزاً، يهدد المملكة، ليس في نفوذها الخارجي..عربيا وإسلاميا، بل أيضا على المستوى الداخلي، من خلال تحريض بعض عناصر الشيعة على التمرد والانفصال.
تنطلق إيران في سياستها الخارجية التوسعية، من خلال عقيدة قومية صفوية فارسية، تستدعي أمجاد الإمبراطورية الفارسية. لكنها تغلف ذلك بغطاء ديني، هو العقيدة الشيعية، وباستغلال الشيعة العرب تحديدا.
نجح الإيرانيون في التمدد في أكثر من مكان. أبرز نجاحاتهم هو الإستيلاء على العراق، إضافة إلى إختراقات في لبنان واليمن وغرب أفريقيا. مواجهة التمدد الإيراني مسألة وجود بالنسبة للمملكة والعالم العربي بشكل عام، وليست موضوع مناكفة سياسية.
ومن المهم وضع خطة لمواجهة هذا التمدد ووقفه وتحجيمه، بوسائل سياسية وثقافية. دعم الأقليات السنية والعرقية المضطهدة في إيران، واحد من الأساليب التي تضعف التمدد الإيراني، وتجعله ينكفئ إلى همومه الداخلية.
* الحوثيون.. خطر قادم: صنعت الأوضاع في اليمن خطرا على حدود المملكة الجنوبية، إسمه: الحوثيون. المسألة الحوثية تهدد استقرار المملكة والجزيرة العربية، وهو اختراق إيراني له أبعاده على أمننا الوطني ووحدة بلادنا، واستقرار منطقة الخليج.
هو خطر محمل بأحقاد تاريخية وجغرافية ودينية. كيف يمكن مواجهة الخطر الحوثي؟ سؤال جوهري، يجب أن تكون الإجابة عليه، من خلال خطة عمل دؤوبة، يشارك فيها معنا، اليمنيون كلهم، من أعداء المشروع الحوثي، وخصوم التمدد الإيراني من القوى الوطنية اليمنية.
* نتائج الثورات العربية .. شكل العلاقة: أفرزت الثورات العربية حكومات (إسلامية) منتخبة، يمكن أن تكون صديقة للمملكة، إن أحسنا التعامل معها.
علاقة تعاون بيننا، سوف تكون في صالح الطرفين، وتقطع الطريق على إختراق إيراني محتمل. كما أن التعامل الجيد معها، سوف يدعم دور المملكة الريادي إسلاميا، وهو ما صرح به الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، حينما زار المملكة. التخويف من (فزاعة الإخوان) هدفه هدم الثقة بين الطرفين، للإستفراد بالمملكة. الناشطون الإسلاميون في المملكة، يرون شرعية الدولة والأسرة المالكة.
وما يصدر من تصريحات شاذة، لايعبر عن حقيقة أهمية وجود قناعة لدى الجميع بوجوب العمل والتنسيق المشترك. الحركة الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين، تتبع سياسة براغماتية، ونجحت في إقامة علاقة تعاون قائمة على مصالح مشتركة مع الغرب والولايات المتحدة.
* نحو علاقة استراتيجية مع تركيا..لماذا؟ تركيا دولة إقليمية كبيرة ومؤثرة. لها علاقات مع الغرب، بوصفها عضو في حلف الناتو وقريبة من الإتحاد الأوروبي. إضافة إلى نموها الإقتصادي، الذي يجعلها بحاجة للنفط والغاز السعودي.
كما إن إرثها الإسلامي، الذي أصبح أكثر حضورا مع مجيء حزب (العدالة والتنمية)، يؤهلها لدور حيوي في المنطقة العربية، وجمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية.
وأهمية تركيا للمملكة، إضافة للأهمية الإقتصادية، تتمثل في كونها قوة توازن إقليمي ضد النفوذ الإيراني الطائفي.. الذي يتوسع بمظلة طائفية ذات طبيعة فارسية وعقيدة صفوية. التعاون الإستراتيجي مع تركيا آمن، لأنها دولة بدون مشروع طائفي، وليس لها أطماع توسعية، بل تقوم على مصالح إقتصادية في المقام الأول.
كما إنها لا تسعى لمنافسة المملكة على دورها الإسلامي، مثلما تفعل إيران. علاقة إستراتيجية مع تركيا ومصر.. وربما سوريا بعد سقوط النظام العلوي النصيري، سوف يجعل المملكة لاعبا إقليميا مهما، يعزز النمو والإستقرار في المنطقة.

المحور الخامس: المملكة في العالم
* تفعيل العمل الخيري..بعد تنظيمه وضبطه: وقف العمل الخيري وإغلاق مؤسساته، بعد أحداث سبتمبر، أساء للمملكة كثيرا، واستفادت إيران كثيرا من إنكفاء المملكة.. حينما استولت على  كثير من المؤسسات التي بناها السعوديون..شعبا وحكومة، وسخرتها لنشر التشيع الصفوي وتأليب الناس على السعودية، من خلال تشويه الإسلام باسم محاربة الوهابية. كان النشاط الخيري، أفضل وسيلة قدمت المملكة للعالم الإسلامي..بما لا تستطيعه أكبر شركة علاقات عامة، لو أنفقت مئات الملايين من الدولارات.
من الإنصاف الحديث عن وجود تجاوزات لدى بعض مؤسسات العمل الخيري، وبعض العاملين فيها، لكن هذه الأخطاء يمكن تلافيها، ليس بإغلاق المؤسسات وتدمير العمل الخيري، بل من خلال آلية ضبط مالي وتنظيمي. إعادة الإعتبار لمؤسسات العمل الخيري بعد ضبطها، سوف يسهم في توسيع نفوذ المملكة، وتحسين صورتها الذهنيىة بين مسلمي العالم.
* النشاط الإيراني في العالم الإسلامي..حصار للمملكة.. سبل المواجهة: كما تمت الإشارة إليه سابقا، الخطر الإيراني ناجز وخطير. الخطر ليس سياسي فقط، بل أيضا ثقافي وإعلامي. هناك حاجة ماسة لوضع خطط لمواجهة التمدد الإيراني، الذي كلما زاد، يزيد في حصاره للمملكة سياسيا وثقافيا.
ومن المهم الإشارة إلى أن إيران تتقدم وتتمدد، حيث تغيب المملكة وتنكفيء. وضع خطط وآليات عمل، لاستعادة دور المملكة ونشاطها، هو الخطوة الأولى لمواجهة التمدد الإيراني، وأذرعه المتمثلة بفريق من الشيعة اللبنانيين بالدرجة الأولى.
 * صورة المملكة في العالم: فكرة لعمل تطوعي (جنود الرحمة). يجب ألا تقف جهود المملكة في تقديم نفسها للعالم، على المسلمين والعالم الإسلامي فقط، بل أن يمتد ليشمل العالم كله، كما حصل في عمليات فصل التوائم السياميين، التي صنعت صورة ذهنية إيجابية للمملكة. هناك فكرة لتكوين فريق إغاثي سعودي، يسهم في مساعدة شعوب الأرض في أوقات الكوارث.
ومن شأن هذا الأمر لو تم، أن يسهم بتقديم وجه إنساني للمملكة، ويكون نواة لفريق غوث يعمل بمهنية واحترافية.
* صورة المملكة في العالم: واقع السفارات، وسبل تطويرها: سفارة أي بلد في العالم، هي العتبة الأولى للدخول للبلد. نوع الإستقبال والتعامل الذي يلقاه مواطن أي بلد، في سفارة البلد الذي ينوي زيارته.. هو الإنطباع الاول الذي يتشكل في ذهنه عن البلد وأهله.. سيئا كان أو حسنا.
واقع السفارات السعودية في العالم..للأسف، سيء جدا. تعامل رديء، وسوء استقبال للناس. أثار التعامل السيء تتضاعف، إذا علمنا أن الراغبين في الزيارة، هم من الحجاج والمعتمرين، الذين يرون لهم حقا طبيعيا في بيت الله، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم. هناك حاجة ماسة لتغيير هذه المعاملة.. حتى لا نخسر المسلمين لصالح خصومنا، إذا علمنا كيف يعامل المسلم الراغب في زيارة ما يسمى (المراقد المقدسة) في إيران..بكرامة وتقدير وحفاوة، في السفارات الإيرانية..!
* المنح الطلابية الجامعية للطلاب الأجانب: آلية علاقات عامة:
لدينا تجربة جيدة في استقطاب الطلاب المسلمين، في (الجامعة الإسلامية) في المدينة المنورة. هذه التجربة كانت لها أثار إيجابية في تخريج طلاب كانوا خير سفراء للمملكة في بلدانهم ومجتمعاتهم، تم للأسف تقليصها كثيرا، وصار العدد القليل الذي يقبل من الطلاب، يعامل بالمن والأذى. بالمقابل.. وظفت إيران هذا الأمر، توظيفا سياسيا هائلا، باستقبالها عشرات الألوف من الطلاب العرب والمسلمين في جامعاتها، حتى تحولوا للأسف إلى (أبواق) لها ولسياساتها.. وضد المملكة تحديدا في كل صعيد.
نحن بأمس الحاجة لإعادة تفعيل هذه العملية، وعدم اقتصارها على طلاب مسلمين فقط. تعتبر هذه الطريقة من أنجع الوسائل في كسب القلوب والعقول، وصناعة الولاء.
كما إنها أسلوب علاقات عامة فعال. إضافة لذلك، هي وسيلة  تلاقح  ثقافي تعزز التسامح وسعة الأفق، وتخفف من إنغلاق مجتمعنا وتقوقعه على أحادية ثقافية. من شأنها أيضا، أن تثري جامعاتنا الحكومية والأهلية بقدرات علمية وعقلية متنوعة، وهي أيضا وسيلة لدعم اقتصاديات جامعاتنا الأهلية، بتمويل الدولة لهذه البعثات.
لذا أرى أن توضع سياسة لاستقطاب طلاب جامعيين من مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على المجتمعات المسلمة المحتاجة، في جامعاتنا الوطنية، الأهلية والحكومية.

بقلم: د. محمد الحضيف / كاتب وباحث سعودي

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

خادم الحرمين الشريفين .. حارس الوطن وقائد التنمية وملك التواضع

تلازم ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ما دأب عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بالمحافظة على وحدة الوطن وحراسة وسلامة أرضه وتلاحم أمته ، إذ ظل هاجسه وحديثه الذي بات يردده في كثير من المناسبات الوطنية.
قاد خادم الحرمين الشريفين مسيرة التطوير والتنمية في المملكة باقتدار ، صاحب ذلك تواضع الكبار ، ورفق ولين أبرزت أهم سماته الشخصية - أيده الله -.
وهذا الشعور هو أهم ما استوعبه من أبيه الملك الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - فقد انتقل الملك عبد العزيز إلى جوار ربه وهو يوصي أبناءه بالمحافظة على وحدة الوطن.
اختزن خادم الحرمين الشريفين هذا الموقف في ذاكرته وحفظه قلبه، ووعاه عقله ، ورواه عندما حانت مناسبة لاستحضاره، فقال : (التاريخ إذا كان منصفا سيتذكر أن ذلك الرجل (الملك عبدالعزيز) صنع شيئا مهما في التاريخ العربي، إنني أستذكر أنه عندما كان يروي لنا قصص توحيد أجزاء المملكة، فإنه كان يحدثنا عنها ونحن على موائد الخير التي تدفقت بفعل الاستقرار، لقد حارب الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومعه رفاقه ببطون معصوبة بالحجر حتى لا يشعر هو وجنوده بالجوع، لكنها عزيمة الرجال.
حزم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمره لدعم مسيرة التنمية المادية والبشرية في المملكة بكل اقتدار وإصرار يسير مع ذلك مواصفاته الشخصية التي تحلى بها أبرزها التواضع والقوة في الحق.
عندما كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على فراش المرض وقبل أن يفارق الحياة كان هاجسه وحدة المملكة وأمنها، مع أن الظروف في ذلك الوقت ليست نفس الظروف الحالية، حيث الصراع يأخذ شكلاً شرساً مليئا بالأحقاد والضغائن، في ذلك الوقت انتقل الملك عبدالعزيز إلى رحمة الله.
وربما لكل تلك الأسباب والظروف مجتمعة أصبح الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - يجمعه بوالده الملك عبدالعزيز شبه في شكله ومظهره، واقتداء به في دينه وعمله وخلقه، وعلى هذه التقوى ومخافة الله في كل شيء , نشأ الملك عبد الله عابداً لربه، مخلصاً لدينه، باراً بوالديه، محباً لوطنه وشعبه وأهله، رباه والده الملك عبدالعزيز على قيم الدين الحنيف، وعقيدة السلف النقية، وخصال الخلق الحميد، فتعلم من أبيه أن (الملك) تكليف لا تشريف، ورسالة عظيمة، ومسؤولية يُسأل عنها أمام الله، ويحملها أمانة في عنقه إلى يوم يلقى ربه.
وكان الملك عبدالعزيز يؤكد على أبنائه معايشة هذه القيم وتطبيقها في حياتهم اليومية، ويردد عليهم في مجالسه فرادى وجماعات قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ .
أدرك خادم الحرمين الشريفين منذ باكر شبابه أن العدل أساس الملك، وأن العدل دليل مكارم الأخلاق، وأول هذه المكارم التواضع، والتواضع يجلب محبة الناس، ومحبة الناس من محبة الله للعبد، وإذا أحب الناس ولي أمرهم أعانوه على إقامة العدل وشاركوه المسؤولية، فكانوا لمروءته أوفياء، وعلى عهده أمناء، يدينون له بالولاء في حضوره وغيابه.
عبّر خادم الحرمين الشريفين عن هذه المعاني بإيجاز بليغ في خطابه التاريخي للأمة بمناسبة توليه العرش، فقال (أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنحني القوة على مواصلة السير في النهج الذي سَنّة مؤسس المملكة العربية السعودية العظيم جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - واتبعه من بعده أبناؤه الكرام رحمهم الله).
هذه العبارة وحدها تكفي للتدليل على ما يختزنه الملك عبدالله في ذاكرته من تاريخ لقيم ورثها عن أبيه وظل يعمل بها ومن أجلها طوال مراحل مسؤوليات حياته حتى توليه الملك، وعندما يصبح ملكاً يعبر عن وعيه بثقل المسؤولية وعظمتها فيعاهد الله ثم شعبه على إقامة شرع الله (أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق، وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة). ثم يبرز تواضعه، ذلك التواضع العظيم الذي عاش به منذ كان في مدرسة والده الملك عبدالعزيز، إذ يقول مخاطباً الشعب (أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة، وألا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء).
كان خادم الحرمين الشريفين يملك فلسفة الوفاء والإيثار في آن واحد ففي في يوم الأحد 21 شعبان 1402هـ الموافق 13 يونيو 1982م توفي الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وبايع الشعب الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ملكاً للمملكة العربية السعودية والأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد ( آن ذاك ) وعين في اليوم نفسه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره في رئاسة الحرس الوطني ، وعلى مدى ما يقرب من ربع قرن كان عبدالله بن عبدالعزيز يشارك أخاه فهد بن عبدالعزيز ويؤازره ويعضده بنكران ذات وإخلاص منقطع النظير في بناء النهضة الحضارية الشاملة التي شهدتها كل مرافق الحياة في المملكة ودفعه وفاؤه العظيم لوطنه أن ينشئ العديد من المؤسسات الإسلامية والثقافية والاجتماعية ودعم المرافق التعليمية.
ومادام خيار هذا الوطن هو الإسلام، والإسلام مصدر وطنية كل مواطن فإن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لا يتوانى في الحديث في أدق الأمور التي تخص مواطنة المواطن نصحاً وتحذيراً ولفتاً للنظر في ما يمكن أن يغيب عنه، فيقول المليك بحميمية صريحة شارحاً المنهج الإصلاحي الإسلامي الذي تسير عليه الدولة: إن الدولة ماضية بعون الله في نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج، ولن تسمح لأحد بأن يقف في وجه الإصلاح سواء بالدعوة إلى الجمود والركود أو الدعوة إلى القفز في الظلام والمغامرة الطائشة، وإن الدولة تدعو كل المواطنين الصالحين إلى أن يعملوا معها يدا بيد وفي كل ميدان لتحقيق الإصلاح المنشود، إلا أن الدولة لن تفتح المجال أمام من يريد بحجة الإصلاح أن يهدد وحدة الوطن أو يعكر السلام بين أبنائه.
ويضيف - أيده الله - قائلا : إنني أطلب من كل مواطن يود بحث الشؤون العامة أن يتحلى بالحكمة والاتزان وأن يتجنب ركوب الموجة وشهوة الظهور. إننا لا نود التعرض لحرية الرأي المسؤولة الواعية ولكننا في الوقت نفسه لن نترك سلامة الوطن ومستقبل أبنائه تحت رحمة المزايدين الذين يبدؤون بالاستفزاز وينتهون بالمطالب التعسفية).
لقد كان عبدالله بن عبدالعزيز أميراً وملكاً منفتحاً على الناس جميعاً، لا يرد من بابه أحدا، يناقش الصغير بنفس مستوى احترامه للكبير، له عزيمة الشباب ومضائه وله حنكة الشيوخ وحكمتها، فالمجالس المفتوحة سُنَّة، سنها الملك عبدالعزيز مؤسس هذا الوطن الأكبر، وعض عليها بالنواجذ من بعده أبناؤه ملوكا وأمراء، فلا عجب أن يكون عبدالله بن عبدالعزيز في طليعة المتمسكين بهذه السنَّة والداعين إليها والحريصين عليها.
ويفاخر الوطن بخادم الحرمين الشريفين لامتلاكه قوة في الإيمان والحق وبعقيدة المؤمن الراسخ الإيمان يتحدث حيث يتطرق فكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى فلسفة العلاقة بين (حق القوة) و(قوة الحق) فيقول في إيجاز بليغ حكيم: (قوة الحق قوة سرمدية، وحق القوة حق ظرفي، إن تبدَّى اليوم فهو مندثر حتماً). والقوة في نظر الملك عبدالله بن عبدالعزيز (قوة الإيمان) وهي القوة التي لا تغلب، وهي القوة التي يفاخر بها عندما يستعرض الأقوياء قوتهم دون أن يخاف على قوته من الهزيمة أو الانكسار؛ لأنها قوة الله التي منحته الثقة بالنفس. (إنني هنا لا أتحدث من مركز ضعف، بل من مركز قوة، قوة المؤمن بالله، والواثق من المستقبل).
ومثلما منحه الإيمان الثقة بالنفس والشعور والقوة منحه أيضا التفاؤل، فلم يكن عبدالله بن عبدالعزيز متشائما أبدا حتى في أحلك اللحظات سوادا، بل كان دائما يدعو إلى التفاؤل، لأن التفاؤل من صفات المؤمن الحق، وهو الذي يستذكر في كل موقف قول نبيه صلى الله عليه وسلم (أمر المؤمن كله خير فإن أصابه خير شكر... وإن أصابه شر صبر....) فلا عجب أن ينعكس هذا الإيمان الوطيد بالله في شعوره الدائم بالتفاؤل إذ يقول : إنني لا أتشاءم، فالمؤمن لا يتشاءم، ولذلك فإنني وطيد الثقة من أن هذه الغيوم ستختفي من سمائنا، فيد الله - عزَّ وجلَّ - ستعيد الشارد إلى الجادة مهما تعثر أو ضل، وإن إرادة الحياة وقوة الإيمان فينا لن تجعل من حاضرنا مدفنا لأمجاد ماضينا.
وهو يعرف أنه لن يتأتى الانتصار في معركة التحدي التي تواجهها أمته إلا بذلك الشعور بالمسؤولية على مستوى الأمة، المسؤولية أمام الله؛ لهذا نجده بعد أن يحدد المسؤولية، ويشخص الداء، يشير إلى الدواء: (إننا عربا ومسلمين.. مسؤولون كل المسؤولية أمام الله.. ثم أمام الأمة والتاريخ.. عما نشهده من عدوان على الحق.. واستهانة بالحقيقة.. واغتصاب للحقوق.. وإن السبب في ذلك.. يعود بشكل أساسي إلى هدر قوانا في معارك جانبية.. وخلافات هامشية.. وانشغال بعضنا ببعض في لحظات الحسم.. مما يعطي الفرصة لأعدائنا.. وللقوى الكبرى.. لتحقيق مصالحها ومخططاتها على حساب مصيرنا.
ويزيد خادم الحرمين الشريفين بالقول : إنني أدعو اليوم.. كافة أبناء هذه الأمة شعوبا وقادة.. لتوحيد الصف والجهد.. وتكريس الإمكانيات لتحقيق الخلاص.. ولنعلم أن التاريخ لا يرحم.. والأجيال لا تعذر.. وإننا جميعا ذاهبون.. فلكل أجل كتاب.. ولكل عمل كريم ثواب.. ولكل نبأ مستقر).
ولا يزال الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - يدعو إليها على مدى مراحل حياته المثمرة بالعمل والوفاء والمروءة ونكران الذات مواطنا وأميراً ورئيساً للحرس الوطني ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وولياً للعهد حتى أصبح ملكاً وخادماً للحرمين الشريفين في يوم الاثنين 26 جمادى الآخرة 1426هـ الموافق الأول من أغسطس 2005م.

الأربعاء، 4 يوليو 2012

خـربــشـــــــــــات ..

 



1. من يدخل جو الإنتاج الإعلامي ، لا يستطيع العيش دونه ! , لا أجد تفسيراً لذلك إلّا أنه هواء أتنفسه دون تفكير .

2. من أدوار الإعلام الأساسية : تمثيل نبض الشارع و التعبير عن تطلعاته وهمومه، فهو مقياس لفكر المجتمع و توجهاته .

3. بلا شك أن الإعلام وسيلة للشهرة ،إلاّ أنه مسؤولية و أمانة قبل أن يكون كذلك .

4. تعريف الوقاحة : أن تخصص ساعات للحديث عن راحل أو راحلة أفضى إلى ما قدّم , بينما لا يُتكرم بدقائق لعرض سيرة العلماء و الدعاة .

5. عندما تهتز الثقة و يطلق على الإعلام [ أكذب معلم ] ، فهذا مؤشر خطر .

6. هل تلاحظ هذا معي؟ الشخص الذي يبتسم كثيراً يكون له تأثير إيجابي في الآخرين .

7. "مهما كان حجم التغييرات في الإعلام , ستبقى الحقيقة الثابتة : بأن ما ينفع المجتمع فكرياً و ثقافياً و تنموياً سيبقى , والباقي ستطاله رياح التغيير " .

8. " لا ينبغي أن يطالب البعض بفصل الدين عن الدولة، بل ينبغي فصل الإعلام عن الدولة، لأنه جهة غير منتخبة تصل و تؤثر في كل مواطن ~المسيري " .

9. " العالم يتغير بسرعة، فالقوي لن يهزم الضعيف مستقبلاً، بل السريع سوف يهزم البطيء ~ روربرت مردوخ (إمبراطور الإعلام)"

10. " أعد تعريف نفسك، لا تسمح لوسائل الإعلام بمعاملتك كمستهلك، كن مواطناً، إنساناً، ناشطاً، كياناً، واعياً .~شومسكي " .

11. من الإعلاميين من يكتب لأجل الكتابة ! , يا سيدي كلنا لديه قلم , ما نحتاجه إيصال الرسالة و الفكرة الإيجابية للمجتمع .

12. ليكون سلوكك واعياً إعلامياً, إليك أربع مهارات تمثل ذلك : الاختيار , التواصل , المشاركة , الإنتاج .

13. " الاهتمام بتحسين صورتنا الذهنية , سينتج عنه تحسين صورتنا الشخصية " .

14. أكبر تشويه تتعرض له صورة المرأة هو الإعلام , و لن يعيد صورتها الصحيحة غيره .

15. الاستنساخ- بالملي - للبرامج الأجنبية دون بذل أي مجهود للتعديل عليها بما يوافق قيمنا : عار , لدينا عقول فأفسحوا لها المجال .

16. صلح لي و أشوت لك , شد لي و اقطع لك , من مبادئ الإعلام في وقتنا الحاضر .

17. اجعل من رسائلك في التدريب : رفع مستوى الإيجابية , ستجد حماساً منقطع النظير .

18. الإعلام - بشتى صوره - رسالة مؤثرة , تكمن الموهبة في الابداع في توصيلها .

19. الحديث عن المشاكل الكل يتقنه بل و يتفنن فيه، إذا فيك خير انشر الإيجابيات و البشائر فهذا هو الفارق و الجوهر .

20. " العرب ليسوا أغبياء، والغرب ليسوا عباقرة , نحن نحارب الناجح حتى يفشل، وهم يدعمون الفاشل حتى ينجح "

21. كلمة الحق غابت عن - أغلب - وسائل الإعلام ، وغاب معها الحق الذي هضم أهله بل و ظلموا و ضاعت حقوقهم .

22. " الإجهاز على الجريح ليس من شيم فرسان الكتابة الصحفية - حمد الماجد " .

23. أنا و أنت قادرون على التغيير , بـ "الإعلام" , ها هو هدهد سليمان -عليه السلام- , غيّر مستقبل قوم بأكمله ! .

24. الناجح هو من سنحت له الفرصة وانتهزها .

25. " يصلح حرف الدال لأي مجال ما عدا الإعلام . - ماجد الشبل "

26. الإعلام بيده عقول الناس يتحكم فيها كيفما يشاء , لذا ،، الهادف يصنع عالماً إيجابياً متآلفاً .

27. الإعلام : لعبة الكبار و مأزق الصغار .

28. هل يعجز إعلامنا عن تسويق إيجابياتنا ، كما يفعل - و بشراهة - مع سلبياتنا ؟! .

29. " مخجل أن تتعثر مرتين بالحجر نفسه "

30. لا أظن أن شيئاً يكمل في فلك الإعلام , ما علينا أن نسعى له هو التطوير و التجديد و الجودة .

31. عندما يكون تعليمنا تفاعلياً و إعلامنا إيجابياً و حوارنا لأجل الحقيقة و مصلحة المجتمع قبل الحظ الشخصي , سنبلغ شأناً عظيماً .

32. مهما بذلت فلن تستوعب الجميع , لذا [ و قولوا للناس {حُسناً} ] و في قراءة {حَسَناً} .

33. ليس على طريق النجاح إشارات تحدد السرعة القصوى .. ما فيه ساهر .

34. مهما بلغت فلن تصل منزلة " موسى و هارون " , و مهما بلغوا فلن يصلوا منزلة " فرعون " , و مع ذلك : { فقولا له قولاً ليناً } .

35. جميل أن يهتم إعلامنا ببث الروح المعنوية في نفوس متابعيه , ليس من المعقول قنواتنا إما رقص و إما قتل .

36. عناصر التفكير: الأمن ,العافية , الكفاية, "من بات آمناً في سربه معافىً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" .

37. عندما يتحول دور الإعلامي إلى مسوّق ، فقل للحقيقة وداعاً .

38. جني المال له طرقه المشروعة و الممنوعة , من أسرع تلك الطرق : التطبيل .

39. المدرب المتجدد هو من يصل ، حيث أن من لا يتجدد يتبدد .

40. العبرة بالفكرة لا بصاحبها , قال محمد -صلى الله عليه و سلم- : " صدقك و هو كذوب " .

41. الناس أبطال أو أبواق , فاختر أحدهما .

42. أنعش الأمل , و لتدع الألم ينام .

43. لو خرج العالم حافياً لن ينقص قدره .

44. إذا زللت فاحبسها بينك و بين نفسك ، فهو أسهل و أسرع في العلاج , "كل أمتي معافى إلاّ المجاهرون" .

45. تتغير الموازين العادلة في الإعلام , حيث المظهر أهم من المخبر , لدى عدد من الإعلاميين , من برا الله الله ، و من جوا يعلم الله .

46. رياض :تحولت من شخص معقب و تاجر شنطة يقوم بكل شيء، وسيلته جواله, إلى كيان معروف، يحوي أقساماً متخصصة و كوادر احترافية .

47. بالنفاق و الكذب تمشي كثير من أمورك في الحياة ، إلاّ أن ما غُرس في أخلاقي يأبى عليّ أن أطاوعها و أجاريها .

48. تعلمت أن ألاقي الجميع بابتسامة صادقة و أن أعترف بالأفضال لمن يستحقها و أن أنصت لمن يتحدث إليّ حتى ينتهي

49. فوجدت تأثيرها العجيب .

50. مما تعلمته : أن أنزل كل إنسان منزلته , فإن غاليت في إكرامه ظن أني أنافقه , وإن قصرت ظن أني أظلمه .

51. تعلّمت : أن أكون كما أنا , لا أبحث عما يعجب الناس , بل عما يعجبني , ويجعلني أعتمد على نفسي .

52. هدهد سليمان-عليه السلام- قدوة لأهل الإعلام , و رواد الحوار , و راغبي البيان , و قمة في الإيجابية .

53. " تعاملك مع التقنية الحديثة والإعلام يحدد مستوى عقلك وضبطك لغرائزك ومراقبتك لربك فاحذر أن تسجل اليوم في صفحتك ما تندم عليه غداً ~ناصر العمر " .

54. عندما يتحول الإعلام إلى آلة حرب ، سيتخلى عن كونه صاحب كلمة، و يكون صاحب بندقية و مدفع ! .

55. اصنع تاريخك بنفسك .

56. الإساءة التي لا تنهيك تقويّك فلا تتضايق أن تتلقى اللكمات ما دمت متأكداً من صواب اتجاه سيرك .

57. تعامل مع أي شيء في الحياة على أنه مصنع :مدخلات عمليات مخرجات , وطبّق نظم الجودة في الأوليين , تنعم بالمنتج الراقي .

58. الجمال نسبي , ما تراه جميلاً قد لا أراه كذلك , الذي نتفق عليه : أنك جميل , نعم أنت جميل –فقط- فتّش عن مواطن جمالك وستجد عدداً منها .

59. قالوا : الحب يعمي عن المساوئ , و البغض يعمي عن المحاسن , قلت : العدل مطلوب في كل شيء , و الحق يؤخذ حتى من العدو .



ll مما تعلمت .. ll

الأحد، 24 يونيو 2012

التغابي والتغافل ..


كثيراً ما أقول لطلابي إنه يستحيل أن يصل الغبي إلى مستوى مسؤولية معينة
وما تظنونه غباء إنما هو التغابي، مستشهداً بقول الشاعر:
ليس الغبي بسيّد في قومه *** إنما سيّد قومه المتغابي
لأنبّههم بأني وزملائي نتغاضى عن كثير من أعمال الطلاب، ليس غباء منا، وإنما تغابياً.
ولو أن كل شخص حاسب الناس على كل أعمالهم لصارت الحياة جحيماً لا يُطاق.
لذا لا بد من التغابي والتغافل في علاقاتنا مع الناس، فالبشر ليسوا ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، بل الصحيح أن كل ابن آدم خطّاء.

علاقاتنا مع الناس في هذه الحياة ليست على نسق واحد، إذ لا مفر من أن تحصل زلات من طرفنا أو من طرفهم فيتخذها الشيطان مدخلاً ليوسوس في الصدور فيوغرها ضدهم ولو كانوا من أقرب المقربين.
وفي الحديث (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن بالتحريش بينهم).

فمن أراد صداقة الناس فلا بد له من أن يتغافل عما يفعلون، أي يتصنع الغفلة ويجعل نفسه كأنه لم ينتبه إلى ما فعلوا، ثم يعفو ويصفح ويسامح كي تستمر علاقته بهم، وإلا فليعِشْ وحيداً كما قال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقَك لم تلقَ الذي لا تعاتبه
فعشْ واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنبٍ مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئتَ، وأي الناس تصفو مشاربُه

فمن شأن الإنسان أن يُخطئ ويزل ويتفوه بكلمات في ساعة غضب
فحري بنا أن نتغاضى عن الأخطاء والزلات، وأن نعفو ونصفح.
وفي القرآن الكريم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا. أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ . وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

والتغافل من فعل الكرام، كما نُقل عن الحسن البصري. ويعده الإمام ابن حنبل تسعة أعشار حسن الخلق.
وروي عن الشافعي قوله: الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغافل.
ومن طرائف قصص التغافل قصة الزاهد الورع حاتم بن عنوان، فقد جاءته امرأة تسأله عن مسألة فاتفق أن خرج منها صوت فخجلت، فقال لها: ارفعي صوتك، فأوهمها أنه لم يسمع السؤال ولا الصوت فسُرّت المرأة بذلك. ومن يومها لُقّب بحاتم الأصم.

وروي عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان كثير التغافل عن ذنوب أصحابه
يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.
وكان جالسًا مرة وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بنعلٍ فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه، ليتغافل عنها.
ولعله لهذا استطاع أن يكون قائداً فذّاً، ألَّف القلوب حوله لمحاربة الأعداء والنصر عليهم.

وإذا كان التغافل مطلوباً بين الناس فإنه مطلوب بشكل أكبر بين الزوجين.
فإذا دقق أحدهما في تصرفات الآخر، كبيرها وصغيرها، ينفر منه.
ولكن من وطّن نفسه على تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات أو طبائع يعشْ عيشة هنية.
ومن طرائف ما سمعته من أحد القضاة أنه إذا جاءه رجل يشتكي زوجته ويريد طلاقها فيعطيه ورقة وقلماً ويطلب منه أن يكتب محاسنها، ثم يطلب منه أن يكتب مساوئها.
وفي الغالب فإن قائمة المحاسن تطول وقائمة المساوئ تقصر.
فيقول له: ألا تتغاضى عن هذه المساوئ في مقابل هذه المحاسن.
ويفعل الشيء نفسه مع الزوجة الغاضبة التي تأتيه وتود خلع زوجها.
فـ ياله من طبيب للقلوب والأنفس قبل أن يكون قاضياً عادلاً.

أما في تربية الأولاد فالتغافل يجب أن يكون سيد الموقف حتى لا يكتسب الأولاد عادات العناد والكذب. وهناك فرق بين التغافل والغفلة.
فالتغافل هو التغاضي عن بعض ما يصدر من الأولاد من عبث أو طيش رغم علم المربي بها.
أما الغفلة فهي الانشغال عنهم وعدم توجيههم وعدم معرفة ما يقومون به من أخطاء وأفعال مشينة مخلة بالأدب.
...........................


مما قرأت ..

وإن القلب ليحزن،،والعين لتدمع،،على فراقك يـا(نايـف)

حل نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية تغمده الله برحمته، على الوطن كالصاعقة مع إيمان الجميع بالقضاء والقدر وأن ذلك طريقنا جميعاً، لكن الفاجعة كانت كبيرة بفقدان الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة الأبرار.
ولكن يبقى عزاؤنا بفضل الله ثم تواصل عطاء هذه الأسرة الكريمة التي سعد الوطن بها كأسرة حاكمة كانت قريبة من الشعب وحريصة على أمنه وأمانه وما اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزير للداخلية رحمه الله إلا توافق مع الرؤية السائدة لعامة المواطنين الذين يرون في سمو الأمير نايف أنه الرجل المناسب في المكان المناسب وأن رؤى قيادتنا الحكيمة تأتي دوماً بتوفيق الله متوافقة مع تطلعات الجميع.
ولعل ما كان يميز صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله أنه لايحب الأضواء ولا يعشق كثرة الكلام ، شأنه شأن هذه القيادة الحكيمة ، التي تدع المنجزات تتحدث عن نفسها بنفسها كواقع ماثل للعيان، فقد كان سموه لايتحدث بلغة الآمال والأحلام ، وإنما كان يتحدث عن الواقع والمعايش وثوابت الطموح والمواكبة واستشراف المستقبل المشرق الآمن بإذن الله، ولا يتعامل سموه بلغة التهديد والتخويف.
وكما قال سموه رحمه الله في أكثر من لقاء ومناسبة ( رجل الأمن مواطن قبل أن يكون رجل أمن ) وبحكم أن الجميع أولاً مواطنون ، فهم رجال أمن وبصفة أن سموه كان مسؤول الأمن الأول في هذه البقاع الطاهرة ومنذ عقود من الزمن، كان الأحرص دوماً على أن يظل هذا الشعب الوفي شعباً مثالياً في تعامله وحياته، يتمتع بأمن وطمأنينة شاملة، فالجميع هنا في المملكة ومن خلال منظور المسؤول الأول رجال أمن.
وكان سموه رحمه دوماً واضوحاً في حديثه، ويضع بثقته المعهودة لشعبه النقاط على الحروف، ويوصد الأبواب في وجه كل ناعق وحاقد، ويتحدث باسم المواطن وما يعيشه ويعايشه اليوم، وكان يتحدث بقلب وعقل وروح وهاجس هذه المواطن الذي له خصوصية أعطتها القيادة كل الرعاية والمحافظة، ونراه ذلك المسؤول الذي يعنيه، كل شاردة وواردة تهم أمن هذا البلد الغالي ، ويحرص على أن لايدع مجالاً للشك، مؤكدا أن المواطن هو مصدر الثروة والاهتمام ، وأن أمنه وراحته فوق كل اعتبار.
وفي مجال حقوق الإنسان كان الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رحمه الله يتبنى بكل جدية دعم وزارة الداخلية لجهود هيئة حقوق الإنسان، في سبيل تحقيق أهدافها، وأداء وظائفها لحماية حقوق الإنسان وتعزيزها.
وفي مجال محاربة الإرهاب الذي هدد العالم وتفكيك قواعده كان لسمو الأمير نايف بصماته الخاصة ومدرسته المتميزة التي أصبحت فيما بعد مدرسة عالمية، حيث أعطى سموه رحمه الله للدراسات العلمية والبحوث الميدانية والمواكبة الأمنية مساحات تجلت فيما بعد في انتصار العدل وإحقاق الأمن وتحجيم مخاطر تلك الفئات الضالة بصور أذهلت العالم، ومركز الامير محمد بن نايف للمناصحة الذي وفق لعودة الكثير الى جادة الصواب لخير دليل على ذلك.
وتميز سمو الامير نايف في العديد من المجالات، وسيرته رحمه الله وعدد المناصب التي كان فيها ذلك القوي الأمين وشهادات التقدير العالمية أكثر من أن ألم بها في هذه العجالة وهذا الموقف الحزين والحدث الجلل ، لكنها سطور مختصرة هي ترجمة لمشاعر هذا الشعب المدين لسموه رحمه الله، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته ويجبر مصيبتنا بفقده.
"إنا لله وإنا إليه راجعون".

الأحد، 27 مايو 2012

دع أعمالك هي التي تتحدث عنك‎


أترك أعمالك تتحدث عنك واسكت أنت، فلا تلقِ خطباً تتحدث فيها عن إنجازك وتفوقك وجميل سيرتك فتبتلى بمكذبٍ وحاسد، وتكون عرضة للسخرية والازدراء، ولكن قدم علماً حسناً جميلاً بدعياً يسر الناظرين، وأعطِ مثلاً حياً من الأخلاق والسيرة الحسنة والسجايا الحميدة، فهي أعظم شهادة على عظمتك وسموك وعلو منزلتك.
إن الفاشلين أكثر الناس أقوالاً وأقلهم أعمالاً فهم يتحدثون عن أعمال وهمية وعن منجزات خيالية ليكسبوا رضا الناس وإعجابهم فما يزدادون إلا مقتاً، وليتهم اكتفوا بذلك، بل زادوا الطين بلة، فنشروا الأراجيف والشائعات واستهلكوا أوقاتهم في كثرة الكلام، وتركوا (العمل)، ولم يقدموا للأمة سوى (الكلام)، لكن الناجحون يقدمون من النتائج الباهرة الرائعة ما يلفت الأنظار، ويخطف الأضواء، ويدهش العقول. إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيكون كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق؛ تجنح ذات اليمين وذات الشمال، ثم تهوي إلى الأسفل!، فانتبه –أخي الكريم- ودعك من كثرة الكلام بلا طائل، واقض على أوقات الفراغ التي يحلو فيها القيل والقال، ويعذب فيها الاسترخاء، وهيئ نفسك للقيام بأعمال مثمرة، بدلاً من إرهاق حبالك الصوتية بالكلام، وتعذيب نفسك بتتبع عورات الناس..

قم الآن اقرأ، أو سبِّح، أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك ،
أو انفع غيرك ، ((( واقتل الكلام بالعمل )))

إن الحياة لا تعترف باللابثين في أماكنهم، القابعين في ثكناتهم، لكنها ترحب بالعالمين العاملين، الصاعدين سلم المجد درجة درجة، الذين يؤدون رسالتهم في الحياة، ويلبون مراد النشأة الأولى، والمطلب الحق، ويجيبون على سؤال فاطرهم ((( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ؟! ))).

وإذاً فاصمت وأعمل وأسكت وأبذل فسوف تجد من أصحاب الضمائر الحية من يدعو لك، ويثني عليك، ويشيد بأعمالك الجليلة وخصالك النبيلة، والناس شهداء الله في أرضه، وقل لكل حاسد: الجواب ما تراه دون ما تسمعه.

أنتهى.... د . عائض القرني
 
 
 --

الدُعـــــاءُ أعذبُ نهْــرٍ يجْـري بين المُــتحابين في الله
فلتكنْ هديتكم لي دعْــوةٌ بظهر الغيبْ

" اللهـم ثـبـتـني وأحـسـن خـاتمـتي "

الخميس، 10 مايو 2012

النظر من زاوية إيجابية ..


 
كان ذلك الرجل يركض هنا وهناك يجمع العلب الفارغة التي كانت تتخلص منها الطائرات المقاتلة التي تقصف قريته. الكل كان مذعوراً إلا هو فقد كان يسعى وراء هدف لابد أن يحققه , وحتى في أيام الحرب كان ينظر إلى الأحداث من زاوية إيجابية!. كان يسمي تلك العلب التي تسقط من السماء " هدايا الرئيس الأمريكي" إنه يعيش في بلد يسمون الفشل (محاولة) !
متى يبدأ الفشل ؟ يبدأ الفشل عندما تستمع للمثبطين , ويبدأ الفشل عندما تعتقد أن الآخرين هم فقط يستطيعون. ويبدأ الفشل عندما تقرر أنت وحدك التوقف عن المحاولة. لنضع كل محاولة فاشلة تحت أقدامنا فهي ترفعنا للأعلى!.
ولد ذلك الرجل قبل الحرب العالمية الثانية بأربعين سنة من عائلة فقيرة مات خمسة من عائلته بسبب سوء التغذية , وقد فشل في الدراسة فتركها وهو في الصف الثامن , ثم عمل بعد ذلك في ورشة صغيرة وأقبل على ميكانيكا السيارات وأحبها, فاقترض مبلغا من المال ليعمل حلقات صمام لشركة سيارات كبرى , ولكنها للأسف لم توافق مقاييس الشركة. فهل توقف عن المحاولة كلا , دخل المدرسة ليطور تصميم الصمام , وبعد سنتين من الجهد والعمل وقع مع الشركة العقد الذي كان يحلم به , ولكنه يحتاج إلى بناء مصنع لتزويد الشركة بالكمية المطلوبة , ولقد كانت البلد في حالة حرب فرفضت الحكومة طلبه بتزويده بالإسمنت . فهل توقف عن المحاولة كلا ! قام هو وفريقه باختراع عملية لإنتاج الاسمنت للمصنع. وما إن بدأ التصنيع حتى قصف المصنع أثناء الحرب فهل تتوقعون أنه توقف عن المحاولة كلا , أعاد بناء الأجزاء المتضررة من المصنع. ثم بعد أيام قصف المصنع مرة أخرى, فهل ندب حظه مثل ما نفعل أحياناً كلا ثم كلا , فقد أعاد بناء المصنع مرة ثانية. وهكذا بدأ يصنّع الكميات المطلوبة لتلك الشركة لكن عندما كان يعيش نشوة النجاح , حدث زلزال كبير فأصبح المصنع أثراً بعد عين فباع فكرة الصمام لشركة . فهل تظنون أن رجلا بهذا الطموح والعزم يتوقف ؟ إنه رجل يعشق القمم ! و في هذه الأثناء حدث في بلدته أزمة اخرى.
فقد عانت اليابان من انقطاع في إمدادات البنزين , وكما هو المعتاد سيقول أكثر الناس أنها أزمة , ولكن صاحبنا بعزيمته قال إنها فرصة , وقام بتصنيع دراجات هوائية بمحرك يعمل على الكورسين المتوفر , ونجحت الفكرة وحققت نجاحاً ساحقاً. وبعد كل هذه المحاولات جاءت الانجازات , ففي عام 1968 باعت شركة هوندا مليون دراجة نارية إلى الولايات المتحدة. وكانت تلك هي البداية للانطلاق للعالمية, ويعمل اليوم في شركة هوندا ما يقارب من مائة ألف عامل , لأن رجل واحد فقط عزم على أنه لن يتوقف عن المحاولة .
لقد استطاع سيكيرو هوندا أن يقف صلب العود أمام الفقر والفشل الدراسي , و موت خمسة من عائلته بسوء تغذية , والحرب و تحطم مصنعه مرتين , و الزلزال المدمر والركود الإقتصادي , إضافة إلى ذلك المنافسة الشرسة والعنيفة والمستمرة من الشركات الكبرى فأيهما أسوأ حظاً نحن أم هوندا !.
إنه يعلمنا أن ننهض بعد السقوط , لنكون أشد وأقوي من ذي قبل , وقد قال عندما استلم الدكتوراه الفخرية :
" أؤكد لكم أن النجاح يمثل واحد في المائة من عملنا الذي ينتج عن تسع وتسعون في المائة من الفشل "
وأخيراً , ليكن شعارنا
( دع الحظ يذهب حيث شاء لكن لن أتوقف عن المحاولة ) .


الثلاثاء، 1 مايو 2012

جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب

وقفت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهما الله موقفاً حازماً وصارماً ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي.
وبما أن المملكة جزء من العالم فقد عانت من أعمال العنف والإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية تعددت أساليبه ومسالكه وطال العديد من دول العالم كونه آفة خطيرة ولا وطن ولا دين له ولا يعرف جنساً ولازمناً ولا مكاناً لكنه وبمشيئة الله لن يهزم الدول الكبيرة القوية بإيمانها وبتلاحم قيادتها وشعبها مثل المملكة العربية السعودية حتى تكسرت مجاديف الإرهابيين على يد سواعد رجال الأمن البواسل وتهاوت مبادئ أفكارهم ومنهجهم الضال بعد أن تصدى لها علماء المملكة ومشايخها وقارعوها الحجة بالحجة وفندوها وبينوا بالأدلة من الكتاب والسنة خطأها وفسادها وبطلانها.
لقد تصدت المملكة العربية السعودية لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي فحاربته محلياً وشجبته وأدانته عالمياً وأثبتت للعالم أجمع جدّيهّ مطلقهّ، وحزماً وصرامة في مواجهة العمليات الإرهابية، وليس أدل على ذلك من النجاحات الأمنية المتلاحقة للقضاء على فلول المفسدين في الأرض الخارجين عن الصف , المفارقين للجماعة . إلي جانب أنها جندت كافة أجهزتها لحماية المجتمع من خطرهم وشرهم ومن ذلك القضاء على أعداد كبيرة من العناصر الإرهابية في مختلف مناطق المملكة .


وأكدت المملكة رفضها الشديد وإدانتها وشجبها للإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأياً كان مصدره وأهدافه من خلال تعاونها وانضمامها وإسهامها بفعالية في الجهود الدولية والثنائية المبذولة ضد الإرهاب وتمويله والتزامها وتنفيذها للقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب وشاركت بفعالية في اللقاءات الإقليمية والدولية التي تبحث موضوع مكافحة الإرهاب وتجريم الأعمال الإرهابية أو دعمها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي تطبقها المملكة واعتبارها ضمن جرائم الحرابة التي تخضع لأشد العقوبات و تعزيز وتطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب والجرائم الإرهابية وتحديث وتطوير أجهزة الأمن وجميع الأجهزة الأخرى المعنية بمكافحة الإرهاب وتكثيف برامج التأهيل والتدريب لرجال الأمن والشرطة إنشاء قناة اتصال مفتوحة بين وزارة الداخلية ومؤسسة النقد العربي السعودي لتسهيل سبل التعاون والاتصال لأغراض مكافحة عمليات تمويل الارهاب0
وفي هذا التقرير تستعرض وكالة الأنباء السعودية أبرز الجهود التي نفذتها المملكة العربية السعودية لمحاربة الإرهاب وأعمال العنف التي قامت بها فئة باغية وخارجة عن تعاليم الدين الإسلامي السليمة والصحيحة.

فعلى المستوى المحلي حاربت المملكة الإرهاب من خلال خطين متوازيين هما المعالجة الأمنية والمعالجة الوقائية.
وفي مستوى المعالجة الأمنية سطر رجال الأمن السعوديون إنجازات أمنية في التصدي لأعمال العنف والإرهاب ونجحوا بكل شجاعة وإتقان وإبداع بعد أن تشربوا عدالة القضية وشرف المعركة في حسم المواجهات الأمنية مع فئة البغي والضلال فجاء أداؤهم مذهلاً من خلال القضاء على أرباب الفكر الضال أو القبض عليهم دون تعريض حياة المواطنين القاطنين في الأحياء التي تختبىء فيها الفئة الباغية بل سجل رجال الأمن إنجازات غير مسبوقة تمثلت في الضربات الاستباقية وإفشال أكثر من 95 % من العمليات الإرهابية بفضل من الله ثم بفضل الاستراتيجية الأمنية التي وضعتها القيادات الأمنية وحازت على تقدير العالم بأسره كما سجلوا إنجازاً آخر تمثل في اختراق الدائرة الثانية لأصحاب الفكر الضال وهم المتعاطفون والممولون للإرهاب الذين لا يقلون خطورة عن المنفذين للعمليات الإرهابية فتم القبض على الكثير منهم.
وأضحت تجربة المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب وكشف المخططات الإرهابية قبل تنفيذها تفوقاً غير مسبوق يسجل للمملكة العربية السعودية سبقت إليه دولاً متقدمة عديدة عانت من الإرهاب عقوداً طويلة.
وفي هذا السياق قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إل سعود // ان الأمن في المملكة العربية السعودية بألف خير فهي صامدة كالصخر تكسرت عليه كل تلك الهجمات //.
وأضاف في حديثه / أيده الله / لصحيفة // السياسة // الكويتية نشرته يوم 30 جمادى الأولى عام 1425 ه الموافق 16 أغسطس 2004 م // إننا اجتزنا مراحل الإرهاب .. فنحن ذهبنا إلى رؤوس الثعابين مباشرة لنقطعها //.
وفي جانب إنساني وتقديرا للتضحيات التي قدموها اهتمت الدولة رعاها الله برجال الأمن البواسل الذين يخوضون بكل شرف المعركة ضد الإرهاب واحتضنت أبناء شهداء الواجب وأسرهم واعتنت بالمصابين منهم وتشرفوا بزيارات سمو وزير الداخلية أو سمو أمير المنطقة الموجودين بها أو سمو نائب وزير الداخلية أو سمو مساعد وزير الداخلية لهم ومواساتهم وتقديم العزاء لهم والإشادة بما قدموه من إنجازات للوطن ستظل وسام شرف في سجل الإنجازات الأمنية للبلاد.
ونال رجال الأمن شرف ثقة القيادة السعودية في قدراتهم وشجاعتهم وتقديرها لتضحياتهم بأرواحهم في سبيل الحفاظ على أمن هذه البلاد الطاهرة وصون أمن مواطنيها والمقيمين فيها وقاصديها من الزوار والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام.

فقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إل سعود ثقته الدائمة في رجال الأمن والقوات المسلحة بمختلف القطاعات الأمنية منوهاً أيده الله خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم الاثنين 28 محرم 1427هـ بيقظة رجال الأمن وتفانيهم في خدمة دينهم ووطنهم وشعبهم وتوفيقهم بفضل الله في القضاء على فلول الإرهابيين الهاربين وإحباط المحاولة الإرهابية في محافظة بقيق التي استهدفت منشأة اقتصادية وطنية كبرى يعود نفعها على جميع أبناء الشعب السعودي.
ووصف الملك عبدالله بن عبدالعزيز تضحيات رجال الأمن بأوسمة الشرف وأنواط الكرامة التي يتقلدها أصحاب الفعل المشرف ويزهو به الوطن والمواطن.
كما قامت الدولة ممثلة في وزارة الداخلية بجهود متكاملة لرفع معنويات رجال الأمن في الدفاع عن بلدهم ومحاربة أصحاب الفكر المنحرف فقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي وتم منح أسر الشهداء والمصابين والمتضررين كل ما يعينهم على مواجهة أعباء الحياة فضلاً عن أنها كانت بلسما لحياة الأسر التي فقدت أحد رجالاتها في عمليات أمنية ضد الإرهابيين واستضافت وزارة الداخلية أسر شهداء الواجب لأداء مناسك الحج عرفانا منها بما قدمه أولئك الشهداء وأسرهم من خدمات جليلة للوطن .
ووجد رجال الأمن البواسل في خوضهم معركة الشرف ضد الإرهابيين دعما ومساندة من العلماء والمواطنين الذين أشادوا بإنجازاتهم الأمنية والتصدي للإرهابيين وتفكيك مخططاتهم وإحباطها قبل تنفيذها وملاحقتهم في كل مكان للقضاء عليهم أو القبض عليهم.
وفيما يتصل بالمعالجة الوقائية فقد قامت المملكة بالعديد من المبادرات والجهود للقضاء على الفكر المنحرف والأعمال الإرهابية أهمها المبادرة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الخامس من شهر جمادى الأولى 1425هـ الموافق 23 / 6 / 2004م / وتضمنت عفوا عن كل من يسلم نفسه لمن ينتمي إلى تلك الفئة الضالة ممن لم يقبض عليه في عمليات الإرهاب طائعا مختارا في مدة أقصاها شهر من تاريخ ذلك الخطاب وسيعامل وفق شرع الله فيما يتعلق بحقوق الغير.
واستفاد من ذلك القرار عدد كبير من الأشخاص الذي يعتنقون الفكر الضال وسلموا أنفسهم للجهات الأمنية واستفادوا من العفو الملكي من بينهم أشخاص كانوا موجودين في الخارج .

ونهجت الدولة في ذات السياق أسلوبا فريدا في علاج ما ظهر من بعض أبنائها باعتناقهم الفكر التكفيري المنحرف من خلال مواجهة الفكر بالفكر وتصدت وزارات الداخلية والثقافة والإعلام والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والتربية والتعليم والتعليم العالي لهذا المجال .
فقد شكلت وزارة الداخلية لجنة المناصحة وهي لجنة شرعية تتكون من العلماء والدعاة والمفكرين بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة لدى الموقوفين ونصحهم وتوجيههم إلى تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة السلمية وفق ما شرعه الله سبحانه وتعالى وبينه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في سنته النبوية فكان إنشاء // مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية // الذي يهدف لكشف الشبهات وتوضيح المنزلقات الفكرية التي يتبناها أصحاب الفكر المنحرف الذي يقود إلى الإرهاب من أجل إعادة الموقوفين إلى رشدهم وتصحيح مفاهيمهم من خلال الاستعانة بعلماء الشريعة والمختصين في العلوم الاجتماعية والنفسية والمثقفين ورجال الأعمال وإتاحة الفرصة لهم لمقابلة هذه الفئة ومناقشتهم بكل حرية والرد على شبهاتهم وانتهاج أسلوب الحوار والإقناع مع بعض إتباع هذا الفكر , وتغيير الكثير من القناعات السابقة لديهم وعرض هذه التراجعات عبر وسائل الإعلام .
إن المملكة انتهجت منهجاً شمولياً في مواجهة خطر الإرهابيين يرتكز على خمسة محاور مهمة، هي:
تفنيد حججهم الفكرية ومحاصرة منافذ التبشير بأفكارهم وتجفيف منابع تجنيدهم للأتباع وإغلاق مصادرهم في التمويل وتفكيك شبكاتهم القائمة، من خلال المبادرة بعمليات نوعية استباقية لإجهاض خلاياهم النشطة والنائمة، والاحتواء الإنساني بإعادة تأهيل المغرر بهم من خلال إنشاء مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية.
ولعل أبرز ما تحقق في هذا السياق تراجع الكثير من المنظرين للفكر التكفيري المنحرف عن فتاواهم التي استندت عليها عناصر الفئة الضالة في القيام بأعمالها الإجرامية وأكدوا أن فتاواهم تلك خاطئة وتراجعوا عنها وأعلنوا توبتهم.
في الوقت ذاته بذلت وزارة الثقافة والإعلام جهودا كبيرة لمحاربة الفكر التكفيري المنحرف من خلال البرامج الإذاعية والتلفازية التي استضافت فيها العلماء والمشايخ وتناولوا الفكر التكفيري وأبانوا بالحجة والبراهين خطأ المنهج وصححوا المفاهيم الخاطئة والمغلوطة مستدلين بذلك بما جاء في القرآن والسنة وما نقل عن السلف الصالح وأئمة المسلمين .
أما وزارة الشؤون الإسلامية فقد كثفت من المحاضرات والدروس الدعوية والتوعوية في المساجد لبيان خطأ الفكر التكفيري وتحريمه وتجريم من يعتنقونه ومن يرتكب أعمال العنف ضد المسلمين ومقدرات الوطن.

وبذلت وزارة التربية والتعليم جهودا لتوعية الطلاب والطالبات بخطورة الأعمال الإرهابية وحرمتها في الإسلام والآثام التي تقع على مرتكبيها وحث المعلمين والمعلمات على توعية الطلاب والطالبات بذلك وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وغرس حب الوطن وطاعة أولياء الأمر في نفوسهم كما ركزت على تعزيز الأمن الفكري وخصصت يوما دراسيا كاملا خلال العام الدراسي لإقامة معرض في كل مدرسة للبنين والبنات عن الإرهاب والأعمال الإجرامية التي ارتكبها أرباب الفكر التكفيري وما نتج عنها من قتل للأبرياء وتدمير للممتلكات ومقدرات الوطن لتوعية الطلاب والطالبات بأهمية الحفاظ على أمن البلاد والعباد والوقوف صفا واحدا ضد كل من يعبث بالأمن باسم الدين وهو منه براء.
ونظمت المملكة بالتزامن مع المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب حملة التضامن الوطني لمكافحة الإرهاب في مختلف مناطق المملكة دامت أسبوعا كاملا شاركت فيها جميع القطاعات التعليمية والأمنية وهدفت إلى زيادة الوعي العام في دعم التعاون بين أفراد المجتمع السعودي للتصدي للعمليات الإرهابية وتعزيز الانتماء للوطن والدفاع عنه ومكافحة الغلو والتطرف الذي ينبذه ديننا الإسلامي الحنيف.
وأصدرت المملكة جملة من الأنظمة والتعليمات واللوائح لاستخدام شبكة الإنترنت والاشتراك فيها بهدف مواجهة الاعتداءات الإلكترونية والإرهاب الالكتروني إضافة إلى تنظيم الجهات المعنية دورات تدريبية عديدة عن موضوع مكافحة جرائم الحاسب الآلي لتنمية معارف العاملين في مجال مكافحة الجرائم التي ترتكب عن طريق الحاسب الآلي وتحديد أنواعها .
يضاف إلى ذلك حكمة القيادة السعودية في التعامل مع أسر المطلوبين أمنيا ممن لهم صلة بالعمليات الإرهابية إذ لم تحملهم وزر أعمال أبنائهم.
كما عملت الدولة عبر أجهزتها الرسمية على تجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره من خلال إعادة تنظيم جمع التبرعات للأعمال الخيرية التي قد تستغل لغير الأعمال المشروعة وقامت بإنشاء هيئة أهلية كبرى تتولى الإشراف والتنظيم على جميع الأعمال الإغاثية والخيرية بهدف تنظيم عمل تلك الهيئات وعدم السماح لذوي النوايا والأهداف الشريرة باستخدام الهيئات الإنسانية لأعمال غير مشروعة.

إن النجاحات التي حققتها المملكة في مكافحة الإرهاب والإنجازات الأمنية التي سطرها رجال الأمن في إحباط الكثير من المخططات الإرهابية قبل وقوعها كانت محل إشادة وتقدير دوليين .ولا تزال سباقة في حث المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره ودعت في مناسبات دولية المجتمع الدولي إلى تبني عمل شامل في إطار الشرعية الدولية يكفل القضاء على الإرهاب ويصون حياة الأبرياء ويحفظ للدول سيادتها وأمنها واستقرارها .
ويبرز المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعت إليه المملكة وعقد بمدينة الرياض أوائل شهر فبراير عام 2005م واحدا من الجهود الدائبة للمملكة في مكافحة هذه الآفة العالمية في إطار دولي وجانب من جوانب عمل المملكة المستمر في محاربة الإرهاب حيث ترى المملكة دائما أن القضاء على الإرهاب لن يتم إلا بتعاون دولي في استئصال جذوره ومعالجة أسبابه .
وبذلت المملكة جهودها لإنجاح المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب إيمانا منها بأن المؤتمر يمثل عزم الأسرة الدولية للقضاء على الإرهاب .
وفي ذلك قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الكلمة التي افتتح بها المؤتمر // إن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي عانت من الإرهاب وحذرت من خطره وقاومته بكل شدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ونحن الآن في حرب مع الإرهاب ومن يدعمه ويبرر له وسوف نستمر في ذلك بعون الله حتى القضاء على هذا الشر.. إننا سنضع تجربتنا في مقاومة الإرهاب أمام أنظار مؤتمركم كما أننا نتطلع إلى الاستفادة من تجاربكم في هذا المجال ولاشك أن تجاربنا المشتركة سوف تكون عونا لنا جميعا بعد الله في معركتنا ضد الإرهاب //.
ودعا خادم الحرمين الشريفين إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون العاملون فيه من المتخصصين في هذا المجال الهدف منه تبادل المعلومات بشكل فوري يتفق مع سرعة الأحداث وتجنبها إن شاء الله قبل وقوعها.
وأكد الملك المفدى أن النتيجة النهائية بإذن الله هي انتصار قوى المحبة والتسامح والسلام على قوى الحق والتطرف والإجرام.
وأكد الإعلان الذي صدر في ختام أعمال المؤتمر/ إعلان الرياض / على ان الإرهاب يمثل تهديداً مستمراً للسلام والأمن والاستقرار ولا يوجد مبرر أو مسوغ لأفعال الإرهابيين فهو مدان دائماً مهما كانت الظروف أو الدوافع المزعومة.

ودعا إلى أهمية ترسيخ قيم التفاهم والتسامح والحوار والتعددية والتعارف بين الشعوب والتقارب بين الثقافات ورفض منطق صراع الحضارات ومحاربة كل أيديولوجية تدعو للكراهية وتحرض على العنف وتسوغ الجرائم الإرهابية التي لا يمكن قبولها في أي دين أو قانون.
وشدد // إعلان الرياض// على أن الإرهاب ليس له دين أو جنس أو جنسية أو منطقة جغرافية محددة وفي هذا السياق ينبغي التأكيد على تهيئة جو من التفاهم والتعاون المشترك يستند إلى القيم المشتركة بين الدول المنتهية إلى عقائد مختلفة.
وأكد الالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة ذات الصلة بمكافحة الإرهاب التي تدعو المجتمع الدولي إلى إدانة الإرهاب ومكافحته بكافة السبل والتصدي له بجميع الوسائل وفقاً لميثاق الأمم المتحدة نظراً لما تسببه الأعمال الإرهابية من تهديد للسلام والأمن الدوليين .
كما أكد أن الأمم المتحدة هي المنبر الأساسي لتعزيز التعاون الدولي ضد الإرهاب وتشكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة أساساً متيناً وشاملا لمحاربة الإرهاب على المستوى العالمي وينبغي على كل الدول الامتثال الكامل لأحكام تلك القرارات.
وفي سياق ذي صلة وقعت المملكة العربية السعودية العديد من الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب كما صادقت على جملة من الاتفاقات الدولية ذات العلاقة.
ومما سبق أن قاله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عن مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي :
ومما قاله سمو الأمير نايف بن عبد العزيز على المستوى الدولي أمام الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء العدل والداخلية العرب بالقاهرة.. " لقد كان لدولنا شرف السبق في انتظام الجهد وتعزيز التعاون المشترك في المجالات الأمنية والقضائية المختلفة لمواجهة جريمة الإرهاب .. وكان ذلك من خلال اجتماع مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب الذي انعقد في رحاب جامعة الدول العربية بالقاهرة في عام 1418 هـ / 1998 م واعتمد الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب .. الاتفاقية التي كانت سبقا عربيا ودوليا لمكافحة الإرهاب قبل أن يشهد العالم تنامي ظاهرة الإرهاب واستنفار جميع الدول لكافة جهودها لمواجهة هذه الظاهرة العالمية.. ولقد كانت تلك الاتفاقية قاعدة صلبة تنطلق منها جهود دولنا العربية لمواجهة الإرهاب والجريمة في عمومها حيث عقد اجتماع مماثل بين مجلسي الداخلية والإعلام العرب في إطار العمل العربي المشترك .. كما كانت هذه الاتفاقية بمثابة العهد الذي قطعته دولنا بأن تضع حدا لظاهرة الإرهاب على مختلف الأصعدة والميادين لإنقاذ مجتمعاتنا من أثار هذه الجريمة النكراء".

وفي مارس 2009 بجنيف أكدت المملكة العربية السعودية إدانتها للإرهاب بكل صوره وأشكاله وتبنيها حملة توعية وطنية مستمرة لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف.. وأنها من أوائل الدول التي نجحت تجربتها في مكافحته عن طريق تنشيط الحوار من خلال المؤتمرات والفعاليات الحوارية وتقديم القيم الحقيقية للدين الإسلامي، ودعمها مبادرات إقليمية ودولية، حيث حققت التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب نجاحات كبيرة من خلال تبني برامج فكرية وحوارية حظيت بإشادة عالمية وتمت الاستفادة منها في عدد من الدول الكبرى مشددة على مواصلة التزامها بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ودعمها للمجتمع الدولي في مكافحته لهذه الآفة.
كما جاء في إعلان مدريد الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ونظمته رابطة العالم الإسلامي بأسبانيا من 16 إلى 18 يوليو 2008 م تأكيد المملكة العربية السعودية على تحقيق السعادة والعدل والأمن والسلام للبشر جميعاً، والسعى إلى تقوية سبل التفاهم والتعايش بين الشعوب، على الرغم من اختلاف أصولها وألوانها ولغاتها، ودعوتها إلى نشر الفضيلة بالحكمة والرفق، وتنبذ التطرف والغلو والإرهاب .
و استحضر المؤتمر الكوارث التي حلت بالإنسانية في القرن العشرين، مدركاً أن الإرهاب من أبرز عوائق الحوار والتعايش، وأنه ظاهرة عالمية تستوجب جهوداً دولية للتصدي لها بروح الجدية والمسؤولية والإنصاف، من خلال اتفاق يحدد معنى الإرهاب، ويعالج أسبابه، ويحقق العدل والاستقرار في العالم .
وعلى المستوى المحلي قال سموه :( لو أسهم المواطن مع الجهات الرسمية في هذا الأمر لقضي على هذا الأمر , لأنه من يسكن هؤلاء ومن يعيشهم ومن يشغلهم ومن يؤمن لهم المواصلات والنقل , لو لم يجد مكان يسكن فيه ولا سيارة ينتقل بها ولا إنسان يشغله لن يبقَ ، سيخرج من البلد , والجهد مطلوب من الجميع ).
وأضاف : ( إن أعداء الدين وأعداء الوطن لاشك أنهم سيستهدفون كل فاعلية في هذا الوطن أو كل مؤسسة لها وزنها ولها قيمتها ، إنهم ولله الحمد مدحورون و توفيق الله كان حليفا لأجهزة الأمن ، و أبشركم أن أجهزتكم الأمنية الآن تقف في مصاف أرقى الدول في الإنجاز , وسبق أن قيل لكم وأوضح أن الذي أفشل من العمليات أكثر من 180 عملية , لو لا سمح الله أن 30 بالمائة نجحت منها لكانت مأساة كبيرة بالنسبة للوطن ولمقدراته ) .

وقد وقعت المملكة على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب خلال اجتماعات مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب المنعقدة في 25 ذي الحجة 1418هـ الموافق 22 إبريل 1998م وهي الاتفاقية الأبرز التي تم إنجازها على الصعيد الأمني العربي وبهذه الاتفاقية سجل العرب سبقاً بين دول العالم في اتفاقهم على مكافحة الإرهاب.
كما وقعت المملكة يوم الأحد 3 صفر 1421هـ الموافق 7 مايو 2000م على معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي وكانت أول دولة عضو في المنظمة توقع على المعاهدة.
ووقعت المملكة على اتفاقية مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمكافحة الإرهاب.
كما وقعت المملكة على اتفاقيات أمنية ثنائية مع عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة تتضمن بين بنودها مكافحة الإرهاب والتعاون في التصدي له ومحاربته.
كما قدمت المملكة العربية السعودية خلال مشاركتها في قمة موناكو العالمية الثامنة حول جرائم الإرهاب وغسل الأموال خلال الفترة من 9 إلى 11 شوال 1427هـ الموافق 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2006م ورقة عمل تضمنت استعراضا للجهود والإجراءات التي اتخذتها المملكة في مكافحة ظاهرة الإرهاب وتمويله ومكافحة غسل الأموال وتنظيم العمل الخيري .
وجاء كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود ليعزز الجهود التي تبذلها مختلف الجهات ذات العلاقة ويتكامل معها في المعالجة الفكرية والوقائية من الأفكار المبتدعة والدخيلة على ديننا ومجتمعنا التي يروج لها أرباب الفكر الضال .
فقد نجح الكرسي منذ تدشينه في أن يؤكد تفرده بوصفه أحد أهم الكراسي البحثية على المستويين المحلي والإقليمي من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات التي استقطبت عدداً كبيراً من المهتمين بقضايا الأمن الفكري من داخل المملكة وخارجها , واستفاد منها الكثير من أبناء المجتمع السعودي .
وأسهم في نشر ثقافة الأمن الفكري وإرساء مفاهيمه على أوسع نطاق , وتفعيل إسهامات البحث العلمي في تعزيز المفاهيم الصحيحة وترسيخ القيم الإنسانية السليمة وتحصين المجتمع السعودي ضد الأفكار المنحرفة والسلوكيات المنافية للفطرة السوية .
وعني الكرسي بالأمن الفكري , وتفعيل دور المؤسسات الفكرية والعلمية من خلال تنظيم عدد كبير من المحاضرات وورش العمل والندوات والدورات التدريبية واللقاءات.
وعلى مستوى التشريع والقضاء , تم إنشاء محكمة خاصة للنظر في قضايا الإرهاب تحت مسمى المحكمة الجزائية المتخصصة , كذلك استحداث دائرة مختصة بهيئة التحقيق والإدعاء العام تحت مسمى" دائرة قضايا أمن الدولة " لتتولى التعامل مع مثل هذه القضايا وتوفير جميع الضمانات التي توفر للمتهمين في قضايا الإرهاب وتمويله محاكمة عادلة بما في ذلك حقهم في الدفاع عن أنفسهم وتعويض من تثبت براءته منهم مع البدء في دراسة إصدار نظام لمكافحة الإرهاب وذلك في إطار تطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بالجرائم الإرهابية وتكثيف برامج التأهيل والتدريب للجهات الأمنية المعنية بالمواجهة الميدانية المباشرة واعتماد عدد من الآليات لمكافحة عمليات تمويل الإرهاب.

واستمرارا لدور المملكة في مكافحة الإرهاب والتصدي له فقد رعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في 12 ربيع الآخر 1431هـ الموافق 28 مارس 2010م افتتاح مؤتمر الإرهاب الذي نظمته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالتعاون مع وزارة الداخلية تحت عنوان / الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف /. شارك فيه عدد من الأكاديميين والباحثين والمحللين الأمنيين والضباط المختصين في مجالات الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب. حيث دعا المؤتمر الذي ناقش 83 بحثاً في ختام توصياته التي جاوزت العشرين توصيةً الجماعات المتطرفة المنتسبة إلى الإسلام إلى أن تتقي الله عز وجل في الإسلام والمسلمين، وأن تفكر تفكيراً جاداً وواعياً بما أصاب الإسلام والمسلمين على أيديهم وبسببهم من كوارث ونكبات، وأن تكف عن إقحام الإسلام في خطابها الإعلامي الضال، وأن تتوقف عن ارتكاب الأعمال الإجرامية، وتعود إلى رشدها وتسلك سبيل الجماعات التي أعلنت عن توبتها وتبرؤها من الأعمال الإرهابية.
كما أكد المؤتمر رفض جميع العمليات الإرهابية أينما وقعت ومن أي جماعة كانت، وأسفه لما ينجم عنها من إزهاق لأرواح الأبرياء وتشريد للأسر وترويع للآمنين وإتلاف للأموال والممتلكات وتعطيل لعمليات التنمية، كما رفض المؤتمر النزعات الانتقامية، وردود الأفعال المفرطة في استخدام القوة، وأدان كل أذىً يلحق المدنيين العزّل والمنشآت المدنية تحت مزاعم مكافحة الإرهاب الدولي والذي من شأنه إعاقة الجهود المبذولة لمواجهة الأفكار الضالة وإشارته إلى مسئولية الإعلام العالمي عن محو الصورة النمطية المشوهة التي رسمها البعض عن الإسلام والمسلمين.
كما أكد المؤتمر ضرورة وضع مفهوم دولي موحد للإرهاب، درءاً للاستغلال السيئ له وفقا للمصالح الخاصة بكل دولة وأطلق المؤتمر دعوته لجميع القوى المحبة للسلام في العالم إلى حل النزاعات في العالم الإسلامي حلاً عادلاً يحقق تطلعات الشعوب الإسلامية، حيث أصبحت هذه النزاعات عاملاً أساسياً تستغله الجماعات المتطرفة لتحقيق مآربها.
وامتداداً للمؤتمر فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في 19 صفر 1432 هـ الموافق 23 يناير 2011 م على تنظيم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة للمؤتمر الدولي الثاني لمكافحة الإرهاب تحت عنوان / مراجعات فكرية وحلول عملية / سعى لتحقيق بناء إستراتجية علمية برؤية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب من خلال استبيان نقاط القوة والضعف وفرص النجاح والمخاطر المحيطة بكل مراجعة فكرية أو جهد دعوى أو مرئية أو آلية جديدة معززة لإعادة المنحرفين ودرء الخطر عن المستقيمين وذلك بما يحقق الانتقال بالمعالجات الفكرية من مرحلة التنظير إلى التطبيق.

ولجامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية جهود حيثية في هذا المجال من خلال تنظيم الندوات الرامية إلى التصدي للفكر الإرهابي والحد من تجنيد الشباب والتعرف على أساليب وطرق الترويج للفكر الإرهابي لدى الشباب ، والتعريف بخطورة الفكر المنحرف على الشباب والناشئة خصوصاً ، والبحث عن أفضل الطرق والسبل لمواجهة الفكر الإرهابي والفكر المنحرف ، والتصدي الفكري والاجتماعي والنفسي للفكر الإرهابي الانحرافي . إضافة للتعريف والتوجيه بدور الأسرة في الوقاية من الانحراف الفكري ، والمواجهة الإعلامية للفكر الإرهابي , و المدخل الاجتماعي لمعالجة الفكر المنحرف و أساليب مكافحة الإرهاب و التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب ,و التجارب العربية في التصدي للفكر الإرهابي , و سبل مواجهة الفكر المنحرف في إغواء الشباب , و السمات النفسية للفرد ذي الفكر المنحرف.
إن جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله ومنذ أن دعا إلى أنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005 بحضور وفود من أكثر من ستين دولة ، توجت بأن تم في مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك في 21 شوال 1432 هـ الموافق 19 سبتمبر 2011 م التوقيع على اتفاقية تأسيس // مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب // بين المملكة العربية السعودية ومنظمة الأمم المتحدة // بمساهمة المملكة بمبلغ عشرة ملايين دولار للتمويل في تأسيس المركز لتؤكد بأن الإرهاب لا دين له ولا يمثل الدين أو المجتمع الذي ينتمي إليه الإرهابيون . وأن المملكة من أوائل الدول تصديا للإرهاب على مختلف الصعد محليا وإقليميا ودوليا قولا وعملا ، فضلاً عن أنه تأكيد على اهتمام المملكة بالمساهمة في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب كظاهرة خطيرة تتعارض مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية والشرائع السماوية .







الثلاثاء، 17 أبريل 2012

سامحني يا صديقي ..


حاولت الاتصال به أكثر من مرة ولكنه لم يرد على اتصالي !!
كنت أسأل عنه بشكل يومي فيطمئنونني عليه بأن حاله بدأ بالتحسن
هو صديقي العزيز على قلبي
أحسست بأن في نفسه شيء ناحيتي
زرته الليلة وصدق إحساسي !!
فقد قال لي : تعمدت عدم الرد عليك لأنك الوحيد الذي لم يزرني أثناء مرضي رغم مكانتك عندي !!!
فاجأني بقوله ذاك .. ولكنني التزمت الصمت حتى أفرغ ما في نفسه
وقلت له من حقك أن تعاتب ومن حقك أن تلومني ..
فمهما فعلتُ ومهما أبديتُ من أعذار فالحق لك .


أصابتني غصة كتمت أنفاسي .. لم أدرِ ماذا أقول له ؟؟




نسي صديقي أنني كنت أول من زاره عندما علمت بمرضه
ونسي أنني إلتقيت به بعد تلك الزيارة أكثر من مرة
حقيقة الأمر أنا لا ألومه مطلقاً
ولكنني ألوم نفسي
لأنني لم أترك أثراً في نفسه بزيارتي الأولى
ألوم نفسي على تقصيري معه خلال الأيام القليلة الماضية لأسباب لا يعلمها ولكنها كانت قهرية.


ولكن يا صديقي العزيز
يعلم الله لو علمت ظروفي لما حملت في خاطرك شيء عليّ ..


شكراً لك على عتابي ..
فقد عرفت قيمتي عندك
شكراً .. لأنك تذكرتني رغم مرضك


سامحني يا صديقي ..
شافاك الله وعافاك

الجمعة، 6 أبريل 2012

ماذا تفضل أن تكون ؟؟



 قلـم رصـاص أم قلم حبر ..؟
 
نفضــل كثيــراً استخـدام القلـم الـرصاص ليـس لجماله بــل

لأنـه يمسـح الأخطـاء خلفـه إذا أخطــأ ؟!!
ولأنــه بإمكاننا أن نعيـد فعـاليته في الكتابة عنـدما
نبـريـه ليعـود حــادا..
أمــا قلــم الحبــر نكتــب به ونخطـئ ولكن لا يمكننا أن نمســح
خطأنا إذا أخطأنـا .. فنضطــر إلى استخدام( المـزيل) لتغطيـة خطأنا
فنشـوه بذلك صفحــات دفاترنا وقـد نلجـأ إلى تمـزيق تلك الورقة
لنتخلص من شكلها المشـوه..
بعض البشر مثل قلم الرصاص عندما يخطىء يتحمل خطاياه ويعترف ..
يمسح و يكتب من جديد ...
من لا يخطىء لا يتعلم، ومن لا يتعلم من خطاياه سيأتي عليه يوم و تنتهي ممحاته و لن يجد ما يمحو خطاياه.

صحيح وجود الممحاة في قلم الرصاص شيء مهم بل أساسي
ولكن قلة إستخدامها يدل على الشموخ والذكاء في التعامل
والتعلم سريعاً من الخطايا وعدم الوقوع فيه.
ولكن ما النتيجة ؟؟
صحيح أن قلم الحبر ثابت لا يتغير .. يحمل معنى للقوة والثبات والثقة ...
ولكنها الثقة المزيفة التي سرعان ما تجلوها قطرة ماء قد تسقط عليه ....
لينتهي مرة ثانية..


والبعض منا كقلم الحبر ... يكابر في خطئه .. فلا يعود عنه
ولا يعترف به .. يحاول أن يخفي أخطاءه ... ويتهرب منها ...
 
من هنــا يبــدأ السؤال ..
هـــل تفضـل أن تكـون قلــم رصــاص ؟! أم قلـــم حبـــر ؟!


الخميس، 5 أبريل 2012

الكنز الوحيد الذي ستأخذه من هذه الدنيا بعد رحيلك


في قديم الزمان كان هناك ملكا اسمه ذو القرنين وكان عنده جنود، وفي أحد الأيام أخبر الملك جنوده أنهم سيعبرون على واد اسمه وادي الظلمات، حيث لايستطيع أحد منهم أن يرى شيئاً في هذه المكان لشدة الظلام، وقد نصح ذو القرنين جنوده قبل دخولهم لهذا المكان المظلم وقال لهم أنهم من أخذ من هذا الوادي شيء ندم، ومن لم يأخذ منه شيء ندم، فتعجب الجنود من كلامه ولم يفهموه، وعندما دخل الجنود إلى الأرض المظلمة شعروا بوجود حجارة صيغرة في الأرض ولكنهم لم يروها، فبعض الجنود أخذ من هذه الحجارة لأنه لم يجد شيء آخر، وبعضهم لم يأخذ شيء لأنه ظن أن هذه حجارة لاتفيد بشيء، وبعد أن خرجوا من وادي الظلمات إلى النور اكتشف الجنود أن الحجارة التي كانت في أرض واد الظلمات كانت ياقوتا وجواهر... فالذي أخذ قليلا من تلك الحجارة ندم لأنه لم يأخذ أكثر، والذي لم يأخذ شيء ندم أكثر، ففهم الجميع مغزى كلام ذو القرنين ولكن بعد فوات الآوان...


والآن وقبل فوات الآوان سأقول لك أن الكنز في هذه الدنيا أمامك وأنت لاتشعر به وهو الكنز الذي سيحقق لك سعادتك في الدنيا وفي الآخرة ويحقق لك كل ماتتمناه، وستعرف حقيقة هذا الكنز لكن بعد خروجك من هذه الدنيا ....
فلماذا لاتكون ذكيا وتعرف قيمة هذا الكنز الآن وقبل الندم؟؟!!!!
إذا ربحت هذا الكنز فقد ربحت الدنيا والآخرة، وإذا خسرته خسرت الدنيا والآخرة ولايمكن أن يعوضك عنه شيء، فأفهم هذا السر تكن من السعداء.
إن الكنز العظيم هو :
ذكر الله تعالى ذكراً كثيراً ..

الجمعة، 9 مارس 2012

الدنيا والزمان ...

الدنيا والزمان والدهر والأيام تكاد تكون في الشعر على وجه واحد وهو الوقت طال أو قصر
وقد وردت في الشعر كثيراً و تفنن الشعراء في ذكرها إلا أن الغالب فيها الشكوى والتوجع أو التحذير منها والتوجس
وكلمة زمان اسم لقليل الوقت وكثيرة وجمعه أزمان و أزمن وهو يدل على وقت من الوقت
وكنت امرأ زمناً  بالعراق   …   عفيف المناخ طويل التغن

والدهر جمعه دهور يعني الغلبة و القهر لأنه يأتي على كل شيء ويغلبه وهو الأمد الممدود والزمن الطويل وقيل أنه الألف سنه
وسلبتنا ما لست تعقبنا    …   يا دهر ما أنصفت في الحكم

وما سميت الدنيا بهذا إلا لدنوها ودنيا الأنسان حياته
أبدأ في الحكمة التي تقول
إذا اخصب الزمان جاء الغاوي والهاوي
الغاوي هو الجراد  و الهاوي الذئب
ويقال
من أمن الزمان خانه  , ومن تعظم عليه أهانه

ومن الشعر قولهم
ومن يصحب الدنيا يكن مثل قابض    …   على الماء خانته فروج الأصابع

ويقول علي ابن أبي طالب
تحرز من الدنيا فإن فناءها    …   محل فناء لا محل  بقاء
فصفوتها ممزوجة بكدورة   …  وراحتها مقــرونة بعناء

وللمتنبي
أفاضل  الناس  أغراض  لذا الزمن    …   يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
وله أيضا
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت   …   على عينه حتى يرى صدقها كذا
وله أيضا
ومن تفكر في الدنيا ومهجته    …   أقامه الفكر بين العجز والتعب

وقال أبي فراس الحمداني
الدهر يومان ذا ثبت وذا زلل   …  والعيش طعمان ذا صب وذا عسل
كذا الزمان فما في نعمة بطر  …  للعارفين ولا في نقمة ٍ فشل

ولحسان بن ثابت
كل عيش ونعيم زائل   …  وبنات الدهر يلعبن بكل

ويقول جميل بثينة
ونغص دهر الشيب عيشي
 ولم يكن … ينغصه إذ كنت والرأس أسود
نخص زمان الشيب بالذم وحده  …  وأي زمان يـــــــــا يثينة يحمد

والشافعي يقول
كن سائرا في ذا الزمان بسيره  …  وعن الورى كن راهبا في  ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله  …  واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا  … أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره   …   وتركت أعلاهم لقلة خيره

ولأبي فراس الحمداني
لن للــــزمان وإن صعب  …  إذا تباعد فاقتـــــــــــــــرب
لا تكذبن من غالــــب الـ    …  أيام كان لها الغلــــــب

وحاتم الطائي يقول في الدهر
كسينا صروف الدهر لينا وغلظة   …   وكلا سقاناه بكأسيهما الدهر

ولابن الرومي
إنما هــــــذه الحياة غرور   …   وشقاء   للمعشر  الأشقيـــــاء
نحن فيها ركب نؤم بلادا   …  فكأن قد ألنا إلــــــى الانتهاء
وله أيضا
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت    …   له عن عدو في ثياب صديق
وله في الدهر
رأيت الدهر يرفع كل وغد    …  ويخفض كل ذي شيم شريفة
كمثل البحر يغرق فيه حي    …   ولا ينفعك تطفو فيه جيفه

ويقول الأرجاني
لا تكثرن من الزمان تعجبا   …  ليس العجيب من الزمان عجيب

ولعلي ابن أبي طالب
إنما  الــدنيا   فـــنـــاء      …    لــيــس   للــدنــيــا   ثبوت
إنما   الدنيا   كبــــــــيت   …   نسجتـــــــــه العنكبوت
ولقد   يكفيك   منهـــــا    …    أيهـــا   العاقــل   قوت

ويقول آخر
فيوم   علينا  ويوم   لنا    …   ويوم   نساء   ويوم نسر

ويقول
دقات قلب المرء قئلة له    …   إن الحياة  دقائق وثوان

ولمحمد الوطواط
وتروح لنا الدنيا بغير الذي غدت   …   وتحدث من بعد الامور أمور
وتجري الليالي  باجتماع وفرقة   …  وتطلع فيها أنجم وتغـــور
فمن ظن أن الدهر باق سروره   …    فقد ظن عجزا لا يدوم سرور

وللمتنبي
ومن  لم  يعشق   الدنيا  قديما  .؟    …      ولكن   لا  سبيل   إلى   الوصال
وما  سمحت   لنا  الدنيا   بشيء    …  سوى   تعليل  نفس   بالمحال

وقال أبو الحسن التهامي
فالدهر يخدع بالمنى  ويغص إن   …   هنا  ويهدم  ما بنى  ببوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما    …   خلق الزمان عداوة الأحرار

ولآخر
كل من في الكون يشكو دهره     …   ليت شعري هذه الدنيا لمن

وأبو العلاء المعري يقول
فيا موت زر إن الحياة  ذميمة    …  و يا نفس جدي إن دهرك هازل

ولطرفة بن العبد
أرى العيش كنزا ناقصا كل ليلة   …   وما تنقص الأيام والدهر ينفد

ويقول أحمد شوقي
هكذا الدهر  حالة ثم ضد    …  ما لحال مع الزمان بقاء

وللمتنبي
أريد من زمني ذا أن يبلغني    …   ما ليس يبلغه من نفسه الزمن
لا تلق دهرك  إلا غير مكترث   ..   ما دام يصحب في روحك البدن
فما يديم سرور ما سررت به   …   ولا يرد عليك الفائت الحزن

ويقول آخر
أيامنا لم تزل بالوهم تخدعنا   ….   قبر مـــن الخوف يطوينا فنحتمل
لا تسأليني لماذا الحزن ضيعنا ؟ … ولتسألي الحزن هل ضاقت به السبل؟
ما زال للحب بيت في ضمائرنا   …. مــــا اجمل النار تخبو ثم تشتعل

ولأبي فراس الحمداني
تطول بك الأيام وهي قصيرة  …  وفي كل دهر لا يسرك طول

وللمتنبي أيضا
إذا ما الدهر جر على اناس   …   نــوائبه   أنــاخ   بآخرينا
فقل   للشامتين  بنا  افيقوا    …  سيلقى  الشامتون  كما  لقينا

والبستي يقول
زيادة المرء في دنياه نقصان   ….  وربحه غير محض الخير خسران
يا عامرا لخراب الدار مجتهداً …  بالله هل لخراب الدهر عمران ؟

ويقول آخر
لا تحسبن سرورا دائما أبدا  ….  من سرره زمن سائته أزمان

وللمتنبي قوله
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا    …   وعناهم مــن شأنه ما عنانا
وتولوا   بغصةٍ  كلهم   منه   …      وإن  سر  بعضهم   أحيانا

ويقول
من لم تفده صروف الدهر تجربة  …   في ما يحاول فل يرعى مع الهمل

وللمتنبي
كذا قضت الأيام ما بين أهلها   …  مصائب قوم عند قوم فوائد
وله أيضا
إذا ما لبست الدهر مستمتعا به    …    تحرقت  والملبوس  لم  يتحرق

ويقول طرفة
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا   …   ويأتيك بالأخبار من لم تزود

ومن الشعر الشعبي
الأيام حبلى والامور عوان     …    فهل ترى  ما لا يكون وكان
لاتامن الدني ا ولو زان وجه   …   ترى رميها  للعامين حفان

ويقول القاضي من الشعبي
اجل عنك ما الدنيا بيلحق  لها تالي    …   غرور” ن” ترد  الحزب الأول على التالي
قبوله دبور لو  لحي “ن”  تزخرفت    …    فهو مثل حلم الليل يصبح وهو خالي
لو دامت الدنيا نعيمه لغيرك   …   فلا يتصل لك به ولا   ربع  مثقالي
لا تكره ان شفت الليالي تغيرت     …     ولا تفرح إن شفت السعاده و الإقبالي

ومن أشهر ما قيل في هذا الباب
نعيب الزمان والعيب فينا    …   وما للزمان عيب سوانا
ونجهوا ذالزمان بغير ذنب   …   ولو نطق الزمان لنا هجانا
فدنيانا التصنع والترائي   …    ونحن نخدع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب   …   ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لبسنا للخداع مسوك ظأن   …   فويل للمغير إذا أتانا