الثلاثاء، 12 يوليو 2011

خلجات نفس

نحرم عيد الأم ونعتقد أن إهداء الأم والإهتمام بها يجب أن يكون في كل الأيام ..
كلام جميل ولكن بصراحة متى اخر مرة أهديت والدتك هذا إن كنت اصلا" قد
أهديتها شيء من قبل مع الأخذ في الإعتبار أن تقبيل يدها ورأسها لا يحتسب
كهدية ..




لو سألت أي شخص عن وقت اذان المغرب لقال : تقريبا" الساعة ستة ولو سألت
نفس الشخص نفس السؤال في رمضان لأجابك بالدقيقة ..

تقول الزوجة لزوجها : فيه عزيمة عشاء عند امك ولا لي نفس أروح بس اذا سألتك
خالتي عني قلها زوجتي معزومه عند اهلها لإن أختها جايه من الشرقية وبتمشي
بكره .. أكاد أجزم أن هذا الموقف يحدث لجميع المتزوجين ..

ترى صديقا" لك لم تقابله منذ فترة طويلة وعندما يسألك : وين الناس ؟ من زمان
ما شفناك ؟

تقول له : تعرف مشاغل الدنيا ولا فيه وقت الواحد يحك رأسه ..
كيف لا تجد وقتا" لمقابلته وأنت يوميا" في الإستراحة بلوت وتلفزيون ووو
الغريب في هذه المحادثة أنك تكذب وهو يعرف أنك تكذب ولكن لا مشكلة في
ذلك ..

نشتكي أن الأجانب ماليين البلد وأن الديره أصبحت كلها هنود وباكستانيين وفلبينيين
وفي نفس الوقت لا نريد أن نشاهد أبنائنا حتى ذوي المؤهلات الدنيا يعملون في
المطاعم ولا نريد أن نراهم عمال وسباكين وسواقين ..

نسأل الله أن يكفينا شر المرض وأن يمدنا بالصحة والعافية ثم نتغيب عن الدوام
ونذهب للمستشفى ندّعي المرض للحصول على إجازة مرضية ..

يذهب الشاب الى امريكا لدراسة البكالوريوس ومعرفته باللغة الإنجليزية لا تتعدى
معرفة سائقي الليموزين بالأنظمة المرورية فيعود بعد أربع أو خمس سنوات
ليتحدث معك ونصف حديثه باللغة الإنجليزية بل تجده أحيانا" يعجز عن قول إحدى
الكلمات بالعربية فيقولها باللغة الإنجليزية ويحاول أن يتذكر معناها بالعربي
متسائلا" : يعني ايش بالعربي ؟

قبل فترة بسيطة كان الشاب ينظر الى صورة والده القديمة التي التقطت له في
السبعينات وقد كانت قصة شعره لك عليها والشعر منفوش فيضحك الابن على هذه
القصة الغريبة ويقول : كيف ابوي كان يطلع للشارع بالشكل هذا ؟
الان يقوم نفس الشاب بهذه القصة "الكدش" ويراها عادية فهي الموضة وقصة
الشعر الدارجه هذه الأيام !

قال صديقي ذو الوزن الثقيل وهو جالس في ماكدونالدز وبعد أن انتهى من تناول
عشائه : أنا من الأسبوع الجاي ببدأ أسوي ريجيم .. يبدو الأمر عاديا" ولكنه
المرة السادسة التي يقول فيها نفس الجملة في نفس المطعم !

مع اختلافي كمعظم الشعب حول الية عمل نظام ساهر وطريقة احتساب قيمة
المخالفات ولكني أعتقد أنه من غير الصحيح أن نقول أن ساهر أصبح عبئاً على
كاهل المواطن يضاف الى مصاريفه المعيشية كإيجار السكن وفاتورة الماء
والكهرباء .. بكل بساطة لا تخالف الأنظمة المرورية ولن تضطر لدفع أي مبلغ
ولكننا شعب "أغلبه" لا يريد التقيد بالنظام ..

نشتكي بأننا لا نحضى بالخصوصية في حياتنا وفي نفس الوقت ننشر أخبارنا
ونضع صورنا في الفيس بوك ونتناقل كل ما يحدث لنا في البلاك بيري بل أن
البعض اذا أراد أن ينام ذكر ذلك للجميع من باب التواصل والتعارف ..

نطلب من الله أن يزرقنا ويزيدنا سعة في المال واذا حل وقت الزكاة حاولنا بكل
الطرق أن يكون مبلغ الزكاة أقل ما يمكن .. لاحظوا أني أتحدث هنا عن الزكاة
"الواجبة" وليس الصدقة

نقول أن شيابنا حرموا من متعة تذوق الهمبرغر والبيبسي حيث لم يكون متوفراً
في ذلك الوقت وبعدها بقليل نقول : يا حظ الجيل السابق كان أكلهم وشربهم
صحي ولا يعرفون مطاعم الوجبات السريعة ..

نشتكي من قلة النوم وفي نفس الوقت نريد أن نسهر كل يوم ..





تحياتي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق