الثلاثاء، 26 يوليو 2011

برنامج (ميسر) .. بين الحقيقة والسراب !!

منذ عدة شهور والكل يترقب إعلان صندوق التنمية العقاري لقبول طلبات القروض دون شرط إمتلاك الأرض كما كان معمولاً به في السابق وها نحن قد استبشرنا خيرًا بعد انطلاقة هذا المشروع والذي متى ما نفذ حسب ما هو مخطط له سيكون من أضخم المشاريع الخدمية التي تلامس شريحة كبيرة من المجتمع .
ومع أن الأمر في ظاهره يبعث التفاؤلَ والأملَ في نفوس الجميع، إلاّ أن تطبيقه على أرض الواقع قد يبدو ضربًا من ضروب الخيال، لاسيما بعدما أعلن مسؤولون بالصندوق عن توقعاتهم بوصول المتقدّمين عبر برنامج (ميسر) إلى خمسة ملايين مواطن، تنطبق عليهم الشروط في أيامه الخمسة الأولى.

في قائمة الانتظار حاليًّا أكثر من ستمائة ألف مواطن، معظمهم ينتظرمنذ ١٥ عامًا، ويحتاج البنك إلى ١٤٣مليارًا ليلبي طلباتهم. ومع مطلع الأسبوع الجاري استقبل برنامج (ميسر) الإليكتروني الخاص باستقبال الطلبات بدون أرض أكثر من مليوني طلب في ٤٨ ساعة فقط ؛ ليُضافوا إلى الستمائة ألف السابقين ؛
ممّا يعني أن الصندوق يحتاج إلى تريليوني ريال لتمويل هذه الأعداد، التي يتنبأ بعض المختصين بارتفاعها إلى الضعف قبل نهاية العام الحالي.

* المضحك أن أحد مسؤولي البنك أعلن عن وصول عدد المتقدمين عبر (ميسر) في الثماني ساعات الأولى إلى سبعمائة ألف طلب، والأولوية ستكون حسب زمن التسجيل بالساعة، والدقيقة، والثانية،
وبحسبة بسيطة، وجدت أن عدد المسجلين خلال الثانية الواحدة، وصل إلى ٢٥ مواطنًا، فلمن ستكون الأولوية ؟

* أعتقد أن وزارة الإسكان تعجلت في طرح هذا المشروع (الحلم) الذي لايزال الغموض يكتنف آلياته ومعطياته
ممّا يستدعي المطالبة بخروج المسؤولين للتحدّث بشفافية كاملة عن مجالات تمويله ومواعيد الصرف لأن البعض لايزال ينظر للأمر على أنه لا يعدو عن كونه سرابًا، أو فقاعة إعلامية أطلقتها وزارة الإسكان قبل أن تضمن مصادرتمويلها في الوقت المناسب قياسًا بعدد المنتظرين على النظام القديم ، ومقارنة برأس مال الصندوق الحالي.
فمن يسعفنا بوضع النقاط على الحروف، وإزالة كل ما يبعث على الحيرة من نفوس المتقدمين ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق