الثلاثاء، 12 يوليو 2011

أبــــــــــــــــــــــــي ...

أبي..

كلمة نُقشت في التاريخ... إن لم يكن في تاريخ الإنسانية، فهو في تاريخي أنا كجزء من هذه الإنسانية، ولعله تاريخ ضئيل ما تجاوز العقد الثالث إلا بصفحات، ولكن كلمة خالدة كهذه تستحق التسطير بها.. بل تاريخي هو من ازدان بمثل هذه الكلمة.
كلمةٌ توجز لك معاني الحب والدفء والأبوة، كلمة لصيقة باسمي لأستوحي منها القوة والثبات، فإذا ما حرّكتُ بها شفتاي نطقتها بغير ما تنطق به الكلمات، أقولها: "أنا ابن أبي"، فأشعر أني غارق في بحر هذه الأبوة، "أبي" التي أحملها في تاريخي المتواضع ما لا يحمله غيري، فشتان بين حب تجبله الفطرة، وحب "يجبله" الفؤاد والفطرة، نعم يا "أبي".. فأنا مجبولٌ على حبك، مجبولٌ بكل ما أعرفه عنك وما لا أعرفه، مجبولٌ بكلمة أحن كثيراً أن أنطقها !!

أبي الحبيب..

ها هو قلمي قد انثنى وتذلَّل، لا يعرف سوى أن يطيش باسمك كيفما كان، تراه يبدي ويعير، ولكن تخذله الاستعارة أبدًا، فيظهر ما في قلبي ضئيلاً أمام حبك وحنانك الأعظم..

أرأيت يا "أبي" "للجبل" وقساوته؟ أرأيته كيف يصمد كيف يجلد؟..

أرأيته بحلته البيضاء تكسو رأسه فتخفي بياضًا آخر في سريرته؟..

أرأيته كيف يزداد ارتفاعًا فيزداد مهابةً؟ وهو مع مهابته ترتاح الناس لرؤيته..

أرأيته كيف يمد أياديه أسفل الوادي فيُلهم من حوله الثبات والحلم؟

أما وإني يا أبي قد رأيت أعجب من هذا.. رأيتكَ تجمع همَّ الجبال وهمَّ الأبوة، تلك الأبوة المضاعفة التي تحملها، فتحمل في قلبك مجموع ما نحمله جميعًا في قلوبنا؛ ولذلك ترانا نحيا بنبضك، وبجسور حبك أضحيت شابًا تفتخر به ، فإن مالك الشيء يعطي ما لا يعطيه فاقده.. بل إن حنانك لم يكن يومًا مُلكًا إنما هو مَلكة وخُلة، فإنه لو كان مُلكًا لأنتهى حقيقةً ،
ولكنه لا ينتهي.. رغم غيابك

أبي الحبيب..

نَغَم الطفولة يسيغ لي دومًا أن أتذكر كيف كنت أتلذذ بالضحكِ والقفز حولك.. فاعذرني اليوم إن تمايلت طربًا بحبك.. واعذرني إن كانت الكلمات لم تفِ بالتعبير، فإن ما كان في القلب
لا تستقطبه الشفاه ، وإنما هي لغة القلوب فحسب..

والسلام على روحك الطاهرة ..
لا حرمني الله الدعاء لك بالمغفرة..

اللهم اغفر له وأرحمه واعف عنه وأكرم نزله . ووسع مدخله . وأغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) وأجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة يارب العالمين .

ابنك
فيصل صفحي
(( بن موسى ))






أتيت به لأنه يعنيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق